النَّافِجَةُ : " مُؤخَّرُ الضُّلوعِ " كالنَّافِجِ جَمْعُه النَّوافِجُ . كانت العرب تقول في الجاهليَّةِ للرَّجُلِ إِذا وُلِدت له بِنْتٌ : هُنيئاً لك النَّافِجةُ أَي " البِنْتُ " وإِنّما سُمِّيَت بذلك " لأَنّها تُعظِّمُ مالَ أَبِيها " وذلك أَنّه يُزوِّجُها فَيأْخُذُ " بمَهْرِها " من الإِبِل فيضُمُّها إِلى إِبِله فيَنْفُجُها أَي يَرْفَعُها ؛ ومنهم مَنْ جَعلَه من المَجاز . النَّافِجَةُ : " وِعَاءُ المِسْكِ " مجازٌ " مُعرَّبٌ " عن نافَهْ . قال شيخُنا : ولذلك جَزَمَ بعضُهم بفتحِ فائها ونقله التُّمُرْتَاشِيّ في شرحِ تُحْفةِ المُلوك عن أَكثرِ كُتب اللّغة . وجزم الجَواليقي في كتابه بأَنَّه مُعرّب وهو الصّحيح جَمعُه نوافِجُ . وزعَمَ صاحبُ المِصباح أَنها عَربيّة سُمِّيَتْ لِنفَاسَتها من نَفَجْتُه إِذا عَظَّمتَه ؛ وهو مَحَلُّ تَأَمُّل . النَّافِجةُ : " الرِّيحُ تَبدَأُ بِشِدَّةٍ " . وقيل : أَوَّلُ كلِّ رِيحٍ تَبْدَأُ بِشِدَّةٍ . قال الأَصمعيّ : وأَرى فيها بَرْداً . قال أَبو حَنيفةَ : رُبما انْتَفَجَت الشَّمَالُ على النَّاس بعدما يَنامون فَتكادُ تُهْلِكهم بالقُرِّ من آخِرِ لَيلَتهِم وقد كان أَوَّلُ ليلتِهم دَفيئاً . وقال شَمِرٌ : النَّافِجَةُ من الرِّياح : الّتي لا تَشْعُر حتى تَنْتفِجَ عليك وانتفاجُها : خُروجُها عاصِفةً عليك وأَنت غافِلٌ . " والنَّفِيجَة كسَفينةٍ : القَوْسُ " وهي شَطِيبةٌ من نَبْعٍ . قال الجوهريّ : ولم يَعرِفه أَبو سعيدِ إِلاّ بالحاءِ . وقال مُلَيحٌ الهُذليّ .
أَنَاخُوا مُعِيدَاتِ الوَجيفِ كأَنّها ... نَفائِجُ نَبْعٍ لم تَريَّعْ ذَوابِلُ من المجاز : " النِّفَغاجَة بالكسر : رُقْعةٌ مُربَّعةٌ تَحتَ الكُمِّ " من الثَّوْب . من المجاز : النُّفَّاجَةُ والنُّفْجَةُ " كرُمّانَةٍ وصُبْرَةٍ : رُقْعَةُ الدِّخْرِيصِ " بالكسر يُتَوسَّع بها . " والنُّفُجُ بضمَّتين : الثُّقلاءُ " من النَّاس . " والتَّنافِيجُ : الدَّخارِيصُ " سُمِّيَت لأَنها تَنْفُجُ الثَّوْبَ فتُوسِّعُه . في حديث أَبي بكرٍ أَنه كان يَحْلُب لأَهلِه بعيراً فيقول : " أُنْفِجُ أَم أُلْبِدُ " . " الإِنْفاج : إِبانةُ الإِناءِ عن الضَّرْع عند الحَلْب " حتّى تَعْلُوَه الرَّغْوةُ . والإِلباد : إِلْصاقُه بالضَّرْع حتّى لا تكونَ له رَغوةٌ . " والأَنْفجانيّ " بفتح الفاءِ " كأَنَبَجانيٍّ " : هو " المُفْرِطُ فيما يقول " والمُفتخِرُ بما ليس له . " والمُنافِجُ : العُظّاماتُ " . " وامرأَةٌ نُفُجُ الحَقيبةِ " بضَمَّتين إِذا كانت " ضَخْمَة الأَردافِ والمآكِمِ " وأَنشد : .
" نُفُجُ الحَقِيبةِ بَضَّةُ المُتجَرَّدِ وفي الحديث في صفة الزُّبَير " أَنه كان نُفُجَ الحَقِيبةِ " أَي عظيمَ العَجُزِ . " وصوتٌ نافِجٌ : غليظٌ جافٍ " قال الشاعر : .
" تَسْمعُ للأَعْبُد زَجْراً نَافِجَا .
" مِن قولِهمْ أَيَا هَجَا أَيَا هَجَا وقيل : أَرادَ بالزَّجْر النَّافِجِ الَّذي يَنْفُجُ الإِبلَ حتى تَتَوسَّعَ في مَراتِعها ولا تَجتَمِع . " وتَنفَّجَ " الرَّجلُ وانْتَفَجَ : إِذا " افْتَخَر بأَكثرَ ممّا عندَه " أَو بما ليس له ولا فيه . عن ابن سيده : أَنْفَجَه الصّائدُ واسْتَنْفَجَه الأَخيرةُ عن ابن الأَعرابيّ أَي اسْتَخْرجه من ذلك يقال : " ما الذي اسْتَنْفَجَ غَضَبَك " أَي " أَظْهَره وأَخْرَجه " وأَنشد : .
" يَسْتَنْفِجُ الخِزّانَ مِنْ أَمْكائِها ومما يستدرك عليه : النَّفْجَة : الوَثْبة . ونَفَجَ اليَربوعُ يَنْفِج وَينفُجُ نُفوجاً وانْتَفجَ عَدَا وقيل : أَرْخَى عَدْوِه مِن الأَساس . وانْتَفَج جَنْبَا البَعيرِ : إِذا ارْتفعَا وعَظُمَا خِلْقَةً ومنه " انْتِفاجُ الأَهِلَّةِ " في حديث الأَشْراطِ . ورجل مُنتفِجُ الجَنْبَين وبَعيرٌ مُنتفِجٌ : إِذا خَرَجَتْ خَواصِرُه . ونَفَجْت الشَّيْءَ فانْتَفَجَ أَي رَفَعْتُه وعَظَّمْته . وفي حديث عليٍّ " نَافِجاً حِضْنَيهِ " كَنَى به عن التَّاظُم والخُيَلاءِ . ونَفَجَ السِّقاءَ نَفْجاً : مَلأَه . والنَّافِجةُ : الإِبلُ التي يَرِثُها الرَّجلُ فيُكْثُر بها إِبلُه . وتَنْفَّجَت الأَرنبُ : اقْشعَرَّتْ " يَمانيَة " . وكلُّ ما اجْتالَ : فقد انْتَفَج . وفي حديث المُستضعَفين بمكَّة : " فنَفَجتْ بهم الطَّريقُ " أَي رَمَتْ بهم فَجأَةً .
نفرج