وفي الحديث : " ما مِن ذي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ من أَبي ذَرٍّ " وفي حديثٍ آخَرَ : " أَصْدَق لَهْجَةً من أَبي ذَرٍّ " . واللَّهْجَةُ واللَّهَجَةُ : جَرْسُ الكَلامِ والفَتْحُ أَعلَى . وفي الأَساس : وهو فَصيحُ " اللَّهْجَةِ " ويقال فُلانٌ فَصيحُ اللَّهْجةِ واللَّهَجَةِ : وهي لُغَتُه الّتي جُبِلَ عليها واعتادَها ونَشأَ عليها . وبهذا ظهرَ أَنَ إِنكارَ شَيخنا علَى مَن فَسَّرها باللُّغة لا الجَارحة وجَعْله من الغرائب قُصورٌ ظاهرٌ كما لا يَخْفَى . " والْهَاجَّ " الشَّيْءُ كاحْمارّ " الْهِيجاجاً : اختلَطَ " عامٌّ في كلّ مُختلِطٍ . يقال على المَثَل : رأَيتُ أَمرَ بني فُلانٍ مُلْهَاجّاً أَيْقَظَه حين الْهاجَّتْ " عَيْنُه " : وذلك إِذا " اختلَطَ بها النُّعاسُ . و " الْهَاجَّ " اللَّبَنُ خَثَرَ حتى يَختلِطَ بعضُه ببعضٍ ولم تَتِمَّ خُثورَتُه " أَي جُمودُه كما في بعض نُسخ الصّحاح وهو مُلْهاجّ . عن أَبي زيدٍ : " لَهْوَجَ " الرَّجلُ " أَمْرَه " ؛ إِذا " لم يُبْرِمْه " ولم يُحْكِمه . ورأْيٌ مُلَهْوَجٌ وحَديثٌ مُلَهْوَجٌ وهو مَجاز . لَهْوَجَ " الشِّواءَ : لم يُنْضِجْه أَو " لَهْوَجَ اللَّحْمَ : إِذا " لم يُنْعِمْ طَبْخَه " وشَيَّه . قال ابنُ السِّكِّيت طَعامٌ مُلَهْوَجٌ ومَلْغْوَسٌ وهو الّذي لم يُنْضَجْ . وأَنشد الكِلابيّ : .
" خيرُ الشِّواءِ الطَّيِّبُ المُلَهْوَجْ .
" قد هَمّ بالنُّضْج ولمَّا يَنْضَجْ وقال الشَّمّاخ : .
وكنتُ إِذا لاقِيْتُها كان سِرُّنا ... وما بَيْننا مثْلَ الشِّواءِ المُلَهْوَجِ وقال العَجّاج : .
" والأَمرُ ما رامَقْتَه مُلَهْوَجَا .
" يُضْوِيكَ ما لمْ تَجْنِ منه مُنْضَجَا ولَهْوَجْت اللَّحْمَ وتَلَهْوَجْته : إِذا لم تُنْعِمْ طَبْخَه . وثَرْمَلَ الطعامَ : إِذا لم يُنضِجْه صانعُه ولم يَنْفُضْه من الرَّماد إِذْ مَلَّه ويُعتذَرُ إِلى الضَّيْف فيقال : قد رَمَّلْنَا لك العَمَلَ ولم نَتَنَوّقْ فيه للعَجَلة . وقوله : " تَلَهْوَجْته " مستدرَك على المصنّف وهو في الصّحاح وغيره . " واللُّهْجة " والسُّلْفة و " اللُّمْجة " : بمعنىً واحدٍ . " ولَهَّجَم تَلْهيجاً : أَطْعَمَهم إِيّاها " قال الأُمويّ : لَهَّجْتُ القَوْمَ إذا عَلَّلْتهم قيلَ الغَدَاءِ بلُهْنة يَتعلّلون بها . وتقول العربُ : سَلِّفُوا ضَيْفَكم ولَمِّجوه ولَهِّجوه ولَمِّكوه وعَسِّلوه وشَمِّجوه " وعَيِّروه " وسَفِّكوه ونَشِّلوه وسَوِّدوه بمعنىً واحدٍ . " والمُلَهَّج كمحمَّد : مَن ينام ويَعْجِز عن العَمل " وهذا من زياداته . ومما يستدرك عليه : الفَصيل يَلْهَجُ أُمَّه : إِذا تَناوَلَ ضَرْعَها يَمْتَصُّه . ولَهِجَت الفِصالُ : أَخذَتْ في شُرْبِ اللَّبنِ . ولَهِجَ الفَصيلُ بأُمِّه يَلْهَجُ : إِذا اعتادش رضَاعَها . فهو فَصيلٌ لاهجٌ وفَصيلٌ راغلٌ : لاهِجٌ بأُمِّه . وزاد في الأَساس : وهو لَهُوجٌ . وفِصالٌ لُهْجٌ . وتَلَهْوَجَ الشَّيْءَ : تَعجَّلَه أَنشد ابن الأَعرابيّ : .
لوْلاَ الإِلهُ ولوْلاَ سَعْيُ صَاحبِنا ... تَلَهْوَجُوَها كما نَالُوا من العِيَرِ ومما يستدرك على المصنف : لهمج .
طريق لَهْمَجٌ ولَهْجَمٌ : مَوْطوءٌ مُذلَّلٌ مُنْقَادٌ . واللَّهْمَجُ : السابقُ السَّريعُ . قال هِمْيانُ : .
" ثُمَّتَ يُرْعِيها لها لَهامِجَا ويقال : تَلَهْمَجه : إِذا ابتَلَعه كأَنه مأْخوذٌ من اللَّهْمَة أَو من تَلَمَّجَه ؛ كذا في اللسان .
لوج .
" لَوَّجَ بَنا الطَّريقَ تَلْويجاً : عَوَّجَ . واللَّوْجاءُ " : الحاجَةُ عن ابن جنّي : يقال : ما في صَدْره حَوْجاءُ ولا لَوْجاءُ إِلاّ قَضَيتُها . " واللُّوَيْجاءُ " والحُوَيجاءُ بالمدّ . قال اللِّحيانيّ : مالي فيه حَوْجَاءُ ولا لَوْجاءُ ولا حُوَيجاءُ ولا لُوَيجاءُ أَي مالي فيه حاجَةٌ . وقد سبق " في ح وج " . ويقال : مالي عليه حِوَجٌ ولا لِوَجٌ . " وهما " أَي اللَّوْجاءُ واللُّوَيجاءُ " من لُجْتُه أَلُوجُه لَوْجاً : إِذا أَدَرْتَه في فيكَ " وفي هذا إِشارةٌ إِلى أَنّ المادّة واويّة . وقد ذكر شيخنا هنا قاعدةً وهي : أَن الفِعْل المُسندَ إِلى ضمير المتكلِّم إِذا فُسِّر بفعل آخرَ بعدَه مَقْروناً بإِذا وجب فتح التّاءِ مطلقاً وإِذا قُرِن بأَيْ تَبعِ ما قبلَه كما نَبَّهَ عليه ابنُ هِشام والحَريريّ