ومما يستدرك عليه : من المجاز : ما في حديثِ عائشةَ رضى الله عنها في صفة عُمرَ رضى الله عنه : " بَعَجَ الأَرْضَ وَبَخَعَها " أَي شَقَّهَا وأَذَلَّهَا كَنَتْ به عن فُتُوحِة . وفي حديثٍ آخَر : " إِذَا رَأَيْتَ مَكَّةَ قد بُعِجَتْ كَظَائِمَ وسَاوَى بِناؤُها رُؤُوسَ الجِبالِ فاعْلَمْ أَنَّ الأَمْرَ قد أَظَلَّكَ " بُعِجَتْ أَي شُقَّتْ وفُتِحَت كظائِمُها بعضُها في بعضٍ واسْتُخْرِجَ منها عيونُها . وفي حديث عَمْرٍو وقد وَصَفَ عُمَرَ رضى الله عنه فقال : " إِنَّ ابْنَ حَنْتَمَةَ بَعَجَتْ له الدُّنْيَا معَاها " هذا مَثَلٌ ضَرَبَه أَرادَ أَنَّهَا كَشَفَتْ له عمّا كان فيها من الكُنُوزِ والأَموالِ والفىْءِِ وَحَنْتَمَةُ : أُمُّهُ . وبَعَّجَ المَطَرُ تَبْعيجاً في الأَرْضِ : فَحَصَ الحِجَارَةَ لِشدَّةِ وَقْعِة . وَبَعَجَ الأَرْضَ آباراً : حَفَر فيها آباراً كَثِيرَة . وابنُ باعِجٍ : رجلٌ قال الرّاعِى : .
كأَنَّ بقايا الجَيْشِ جَيْشِ ابنِ باعِجٍ ... أَطافَ بِرُكْنٍ من عَمَايَةَ فاخِرِ ويقال : بَعَجَتْ هذِه الأَرْضَ عَذَاةٌ طَيّبَةٌ التُّرْبَة أَي تَوَسَّطَتْها وكلّ ذلك في اللّسَان .
ب - ع - ز - ج .
ومما استدركه شيخنا البَعْزَجَةُ وهي : شِدَّةُ جَرْىِ الفَرَسِ . قال السُّهَيْلِىّ : كأَنَّه مَنْحُوتٌ من أَصْلَيْنِ : بَعَجَ إِذا شَقَّ وعَزّ إِذا غَلَب . قلت : وفي اللّسان : بَعْزَجَةُ اسمُ فَرَسِ المِقْدادِ . شَهِدَ عليها يومَ السَّرْحِ زاد شيخنا عن الرَّوْض : قيل : اسْمُها سَبْحَةُ .
ب - غ - ج .
ومما يستدرك عليه أَيضاً : بَغَجَ الماءَ كغَبَجَهُ . والبُغْجَةُ كالغُبْجَةِ .
ب - غ - ن - ج .
" التَّبَغْنُجُ " هكذا بتقديم الموحّدة على الغين : " أَشَدُّ " حالا " من التَّغَنُّجِ " فإِن زيادةَ البِنْيَةِ تَدلّ على زيادةِ المَعْنَى في الأَكثر والمشهورُ على أَلسنَةِ الناسِ التَّمَغْنُجُ بالميم بدل الموحّدة .
ب - ل - ج .
" بَلَجَ الصُّبْحُ " يَبْلُجُ بالضّمّ بُلُوجاً : أَسفَرَ و " أَضاءَ وأَشْرَقَ " والبُلُوجُ : الإِشْراقُ " كانْبَلَجَ وتَبَلَّجَ " . وأَبْلَجَتِ الشَّمْسُ : أَضاءَتْ " وأَبْلَجَ " الحَقُّ : ظَهَرَ وهو مَجاز . " وكُلُّ مُتَّضِحٍ أَبْلَجُ " من صُبْحٍ وحَقٍّ وأَمْرٍ ووَجْهٍ وغيرِها . " والابْلِيلاجُ " كذا في نسختنا وفي أُخرى الابْلِيجَاجُ وفي أُخرَى غيرِهَا الابْلِجاجُ " : الوُضُوحُ " وكلُّ شىْءِ وَضَحَ فقد ابْلاجَّ ابْلِيجَاجاً . وابْلاجَّ الشىءُ : أَضاءَ . لَقِيتُه عند " البُلْجَةِ " وسَرَيْتُ الدُّلْجَةَ والبُلْجَةَ حتّى وصَلْتُ وهو " بالضّمّ " وسَقطَ ذلك من بعضِ النسَخ وهو آخِرُ اللّيْلِ عند انْصِداعِ الفَجْرِ يقال : رأَيتُ بُلْجَةَ الصُّبحِ إِذا رأَيتَ " الضَّوءَ ويُفْتَح " ففي الحدِيث : " ليلَةُ القَدرِ بَلْجَة " أَي مُشْرِقَة . وفي اللسان : البَلْجَةُ بالفتح والبُلْجَةُ بالضّمّ : ضَوءُ الصُّبحِ . البُلْحَةُ والبَلَجُ : تَباعُدُ ما بين الحاجِبَينِ وقيل : ما بينَ الحاجِبَينِ إِذا كَانَ نَقِيّاً من الشَّعَر . وفي الصّحَاح والأَساسِ : البُلْجَةُ كالفُرْجَةِ " : نَقَاوَةُ ما بَينَ الحاجِبَينِ " . بَلِجَ بَلَجاً " وهو أَبْلَجُ بَيِّنُ البَلَجِ " مُشْرِقٌ والأَنْثَى بَلْجَاءُ وما أَحْسَنَ بُلْجَتَه ويقال : رَجُلٌ أَبْلَجُ إِذا لم يَكُنْ مَقْرُوناً وفي حديث أُمِّ مَعْبَدٍ في صِفة النبيّ صلَّى الله عليه وسلّم " أَبْلَجُ الوَجْهِ " أَي مُسْفِرُه مُشْرِقُه ولم تُرِدْ بَلَجَ الحواجِبِ ؛ لأَنّها تصفُه بالقَرَنِ والأَبْلَجُ الذي قد وَضَحَ ما بين عيْنَيْه ولم يكنْ مَقْرُونَ الحَاجِبَيْنِ فهو أَبْلَجُ, وقيل : الأَبْلَجُ : الأَبْيَضُ الحَسَنُ الواسعُ الوَجْهِ يكون في الطُّول والقِصَر . وقال غَيْرُه : يقال للرّجُلِ الطَّلْقِ الوَجْهِ : أَبْلَجُ بَلْجٌ وَرَجُل أَبْلَجُ وبَلْجٌ وبَلِيجٌ : طَلْقٌ بالمعروف قالت الخَنْسَاءُ .
كأَنْ لَمْ يَقُلْ أَهْلاً لِطَالِبِ حاجَةٍ ... وكان بَلِيجَ الوَجْهِ مُنْشَرِحَ الصَّدْرِ وشىءٌ بَلِيجَ : مُشْرِقٌ مُضِئٌ قال الدَّاخِل بنُ حَرَامٍ الهُذَلِىّ :