ومما يستدرك عليه : قال أَبو زيد : وَرِثَ فلانٌ أَباه يَرِثُه وِرَاثَةً ومِيرَاثاً . قال الجوهريّ : المِيرَاثُ أَصله مِوْراثٌ انقلبت الواوُ ياءً لكسرةِ ما قبلها . والتُّرَاثُ : أَصلُ التّاءِ فيه واوٌ . وفي المحكم : الوِرْثُ والإِرْثُ والتُّرَاثُ والمِيرَاثُ : ما وُرِثَ . وقيل : الوِرْثُ والمِيرَاثُ في المالِ والإِرْثُ في الحَسَبِ . وقال بعضهم : وَرِثْتُه مِيراثاً قال ابنُ سِيدَه : وهذا خطأٌ ؛ لأَنّ مِفْعَالاً ليس من أَبنية المصادر ولذلك رَدّ أَبو علىٍّ قَوْلَ من عَزا إِلى ابنِ عبّاسٍ أَنَّ المِحَال من قوله عزّ وجل : " وَهُوَ شَدِيدُ المِحَالِ " من الحَوْلِ قال لأَنَّه لو كان كذلك لكان مِفْعَلاً ومِفْعَلٌ ليس من أَبنيةِ المَصَادِر فافْهَمْ . وفي الحديث : " اثْبُتُوا على مَشَاعِرِكُمْ هذِه ؛ فإِنَّكُم على إِرْث من إِرْثِ إِبْرَاهِيم " قال أَبو عُبَيْد : إِرثٌ أَصلُه من المِيرَاثِ إِنما هو وِرْثٌ قلبت الواو أَلفاً مكسورةً ؛ لكسرةِ الواو كما قالوا للوِسادَةِ : إِسَادَة وللوِكاف : إِكافٌ فكأَنَّ معنَى الحديثِ : إِنَّكُم عَلَى بَقِيَّةٍ من وِرْثِ إِبْرَاهِيمَ الذي تَرَكَ الناسَ عليه بعد مَوْته وهو الإِرثُ وأَنشد : .
فإِنْ تَكُ ذا عِزٍّ حديثٍ فإِنّهُمْ ... لَهُمْ إِرْثُ مَجْدٍ لم تَخُنْهُ زَوافِرُهْ وهو مَجَازٌ وقد تقدَّم . ومن المجاز أَيضاً : تَوَارَثُوه كابِراً عن كابِرٍ . والمَجْدُ مُتَوارَثٌ بينَهُم . وقول بَدْرِ بنِ عامِرٍ الهُذَلِيّ : .
ولقد تَوَارَثُنِى الحوادِثُ واحِداً ... ضَرَعاً صَغِيراً ثُمَّ لا تَعْلُونِي أَراد أَنّ الحوادِثَ تَتَدَاوَلُه كأَنّها تَرِثُه هذه عن هذه . ومن المجاز : وأَوْرَثَه الشْئَ : أَعْقَبَه إِيّاه وأَورَثَه المرضُ ضَعْفاً وأَوْرَثَهُ كَثْرَةُ الأَكْلِ التُّخَمَ وأَوْرَثَه الحُزْنُ هَمَّا كلُّ ذلك على الاستعارة والتّشبيه بوِراثَةِ المالِ والمَجْدِ . وَوَرَثَانُ محرّكةً من قُرى أَذْرَبِيجانَ وبينها وبين بَيْلَقَانَ سبعةُ فَراسخَ وقال ابنُ الأَثير : أَظُنُّهَا من قُرَى شِيرَازَ . ووَرْثِينُ : من قُرَى نَسَفَ . وقد نُسِبَ إِليهما جماعةٌ من أَئِمَّة الحديث .
و - ط - ث .
" الوَطْثُ كالوعْدِ : " الضَّرْبُ الشَّدِيدُ " بالخُفّ قال : .
" تَطْوِى المَوَامِى وتَصُكُّ الوَعْثَا .
" بجَبْهَةِ المِردَاسِ وَطْثاً وَطْثَا وفي الصّحاح : الوَطْثُ : الضَّرْبُ الشّدِيدُ " بالرِّجْلِ على الأَرْضِ " لُغَةٌ في الوَطْسِ أَو لُثْغَة وزعم يعقُوبُ : أَنّ ثاءَ وَطْثٍ بَدَلٌ من سين وَطْسٍ وهو الكَسْرُ . وفي التّهذيب : الوَطْسُ والوَطْثُ : الكَسْر يقال : وَطَثَه يَطِثهُ وَطْثاً فهو مَوْطُوثٌ " ووَطَسَه فهو مَوْطُوس إِذا تَوَطَّأَه حَتّى يَكْسِرَهُ .
و - ع - ث .
" الوَعْثُ : المَكَانُ السَّهْلُ " الكَثِيرُ " الدَّهِسُ تَغِيبُ فيه الأَقْدَامُ " قال ابن سيده : الوَعْثُ من الرَّمْلِ : ما غابَتْ فيه الأَرْجُلُ والخِفَافُ . وقيل : الوَعْثُ من الرَّمْل : ما ليس بكَثِيرٍ جِدّاً . وقيل : هو لمكانُ للَّيِّنُ أَنشد ثعلبٌ : .
ومن عاقِرٍ يَنْفِى الأَلاَءَ سَرَاتُهَا ... عِذارَيْنِ من جَرْدَاءَ وَعْثٍ خُصُورُهَا