ومن صار إلى الوقف على قوله والراسخون في العلم فيكون معناه أن الله تعالى يعلم تأويله والراسخون في العلم أيضا يعلمون تأويله صار إلى التأويل .
ولكن الطريق في الجواب معهم أن نعارضهم بآيات تخالف ظواهرها ظواهر هذه الآيات وذلك مثل قوله تعالى ما يكون من نجوى ثلاثة إلا وهو رابعهم إلى قوله تعالى هو معهم أين ما كانوا وقوله تعالى وهو معكم أين ما كنتم وموجب الآيتين حلوله في كل مكان وقال تعالى ألا انه بكل شيء محيط ومقتضى ظاهرها انه محيط بالعالم .
فإن أعرضوا عن تأويل هذه الآيات مع الإيمان بظواهرها والاعتقاد بأنه لا يكون في كل مكان وأنه غير محيط بالعالم أعرضنا نحن عن التأويل وصرنا إلى الإيمان بما ورد مع الاعتقاد بأن الحق تعالى منزه عن المكان وإن صاروا إلى التأويل وقالوا المراد بقوله تعالى وهو معكم أين ما كنتم بالعلم لا بالذات وكذلك قوله تعالى ألا انه بكل شيء محيط يعني بالعلم ضربا إلى التأويل .
وقلنا المراد بقوله الرحمن على العرش استوى بالقدرة .
فإن قيل إذا حملتم على القدرة لم يكن لتخصيص العرش فائدة .
قلنا فائدته أن العرش أعظم المخلوقات فإذا قدر عليه علم من طريق التنبيه أنه قادر على ما هو دونه على أن مثل هذا يلزمهم فيما قالوا