بها حسرة الإسلام أضعاف ما عظمت حبرته أيام ما كانت تكفلها همم الملوك الكرام والخلفاء العظام والوزراء والنصحاء والأشياخ الأمجاد قدس الله تعالى أرواحهم وضاعف انوارهم ولا كالحسرة في الجبل باب الأندلس وركاب الجهاد وحسنة بني مرين ومآثر آل يعقوب وكرامة الله للسلطان المقدس أبي الحسن والد الملوك وكبير الخلفاء والمجاهدين والدكم الذى ترد على قبره مع الساعات والأنفاس وفود الرحمة وهدايا الزلفة وريحان الجنة فلولا أنكم على علم من أحواله لشرحنا المجمل وشكلنا المهمل إنما هو اليوم شبح ماثل وطلل بائد لولا ان الله تعالى شغل العدا عنه بفتنة لم يصرف وجهه إلا إليه ولا حوم طيره إلا عليه ولكان بصدد أن يتخذه الصليب دارا وان يقر به عينا والعدوة فضلا عن الأندلس قد أوسعها شرا وأرهق ما يجاوره عسرا نسأل الله تعالى بنور وجهه أن لا يسود الوجوه بالفجع فيه ولا يسمع المسلمين الثكلة وما دونه فهو وإن أنعش بالتعليل عليله ووقع بالجهد خلقه لحم على وضم إلا أن يصل الله تعالى وقايته ويوالي دفاعه وعصمته لا إله إلا هو الولي النصير وما زلنا نشكو إلى غير المصمت ونمد اليد إليه إلى المدبر عن الله المعرض ونخطب له زكاة الأموال من المباني الضخمة والخزائن الثرة والأهراء الطامية والحظ التافه من المفترض برسمه فتمضي الأيام لا تزيد الضرائر فيها إلا ضيقا ولا الأحوال إلا شدة ولا الثغر إلا ضعة ولا نعلم أن نظرا وقع له ولا فكرا أعمل فيه إلا ما كان من تسخير رعيته الضعيفة وبلالة مجباه السخيفة في بناء قصر بمنت ميور من جباله .
( شاده مرمرا وجلله كلسا ... فللطير في ذراه وكور ) .
جلب إليه الزليج واختلفت فيه الأوضاع في رأس نيق لأمل نزوة