الدين الحنيف الذي وسمت دعوته وجوه احبابكم شملهم الله تعالى بالعافية وتشبثت به انفس من صار إلى الله تعالى من السلف تغمدهم الله بالرحمة والمغفرة وفي هذا القطر الذي بلاده ما بين مكفول يجب رعيه طبعا وشرعا وجار يلزم حقه دينا ودنيا وحمية وفضلا وعلى الحالين فعليكم بعد الله المعول وفيكم المؤمل فأرعونا أسماعكم المباركة نقص عليكم ما فيه رضى الله والمنجاة من نكيره والفخر والأجر وحفظ النعم والخلف في الذرية بهذا وعدت الكتب المنزلة والرسل المرسلة وهو أن هذا القطر الذي تعددت فيه المحارب والمنابر والراكع والساجد والذاكر والعابد والعالم واللفيف والأرملة والضعيف قد انقطع عنه إرفاد الإسلام وشحت الأيدي به منذ أعوام وسلم إلى عبدة الأصنام وقوبلت ضرائره بالأعذار والمواعيد المستغرقة للأعمار وإن عرضت شواغل وفتن وشواغب وإحن فقد كانت بحيث لا يقطع السبب بجملته ولا يذهب المعروف بكليته .
( ولابد من شكوى إلى ذي مروءة ... يواسيك أو يسليك أو يتوجع ) .
ولو كانت الأشغاب تقطع المعروف وتصرف عن الواجب لم يفتح المقدس والدكم جبل الفتح وهو منازل أخاه بسجلماسة ولا امده ولده السلطان أبو عنان وهو بمراكش وبالأمس بعثنا إلى الجبل وشمانة في جملة ما اهمنا مبلغ جهد وسداد من عوز وقد فضلت عن ضرائرنا اموال فرضت من اجل الله على عباده وطعام سمحنا به على الاحتياج إليه في سبيل جهاده فلم يسهم المتغلب منها لجانب الله بحبة ولا أقطعه منها ذرة مستخفا به جل وعلا متهاونا بنكيره الذي هو أحق أن يخشى فضاعت الأمور واختلت الثغور وتشذبت الحامية وتبددت العدد وخلت المخازن وهلكت بها الجرذان وعظمت