ما يصدر من العقود التي يؤسس أكثرها على شفا جرف هار ويوقع في مثل السفاح إلا أن الحدود تدرأ بالشبهات ويبقى العار وشهود القيمة الذين يقطع بقولهم في حق كل مستحق ومال كل يتيم ويقلد شهاداتهم على كل أمر عظيم فلا يعول منهم إلا على كل رب مال عارف لا تخفى عليه القيم ولا يخاف معه خطأ الحدس وقد صقل التجريب مرآة فهمه على طول القدم وليتأن في ذلك كله أناة لا تقضي بإضاعة الحق ولا إلى المطاولة التي تفضي إلى ملل من استحق وليمهد لرمسه ولا يتعلل بأن القاضي أسير الشهود وهو كذلك وإنما يسعى لخلاص نفسه والوكلاء هم البلاء المبرم والشياطين المسولون لمن توكلوا له الباطل ليقضى لهم به وإنما تقطع لهم قطعة من جهنم فليكف بمهابته وساوس أفكارهم ومساوي فجارهم ولا يدع لمجنى أحد منهم ثمرة إلا ممنوعة ولا يد اعتداء تمتد إلا مغلولة إلى عنقه أو مقطوعة وليطهر بابه من دنس الرسل الذين يمشون على غير الطريق وإذا رأى واحد منهم درهما ود لو حصل في يده ووقع في نار الحريق وغير هذا مما لا يحتاج به مثله أن يوصى ولا أن يحصى عليه منه أفراد عمله وهو لا يحصى ومنها النظر في أمور أوقاف أهل مذهبه نظر العموم فليعمرها بجميل نظره فرب نظرة أنفع من مواضع الغيوم وليأخذ بقلوب طائفته الذين خص من بينهم بالتقديم وتفاوت بعد ما بينه وبينهم حتى صار يزيل عارض الرجل منهم النظرة منه ويأسو جراحه منه التكليم وهذه الوصايا إنما ذكرت على سبيل الذكرى وفيه بحمد الله أضعافها ولهذا وليناه والحمد لله شكرا وقد جعلنا له أن يستنيب من يكون بمثل أوصافه أو قريبا من هذه المثابة ومن يرضى له أن يحمل عنه الكل ويقاسمه ثوابه وتقوى الله تعالى هي جماع الخير ولا سيما لصاحب هذه الوظيفة ولمن وليها أصلا وفرعا لا يستغني عنها رب حكم مطلق التصرف ولا خليفة