وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

مضروباً . وإن جاء شيءٌ من ذلك جاء على تعسُّفٍ فيه وتأويلٍ لا يُتصَّور هاهنا وذلك أن يقالَ مثلاً : زيدٌ هو المظلومُ على معنى أنه لم يُصِبْ أحداً ظلمٌ يبلغ في الشِّدَةِ والشَّناعة الظلمَ الذي لَحِقَه فصار كلُّ ظلمٍ سِواهُ عَدلاً في جنبه . ولا يجيءُ هذا التأويلُ في قولنا : أنتَ الحبيبُ لأنَّا نعلمُ أَّنهم لا يريدون بهذا الكلام أن يقولوا : إنَّ أحداً لم يُحبَّ أحداً مَحبتي لك . وإنَّ ذلك قد أبطل المحبَّاتِ كلَّها حتى صِرْتَ الذي لا يُعقل للمحبةِ معنًى إلاّ فيه . وإنّما الذي يريدون أنَّ المحبةَ مني بجملتها مقصورةٌ عليكَ وأنه لَيْسَ لأحدٍ غيرِك حظُّ في محبةٍ مني .
وإذا كان كذلك بانَ أنَّه لا يكونُ بمنزلِة " أنتَ الشجاعُ " . تريدُ الذي تكاملَ الوصفُ فيه . إلاّ أنّه يَنْبغي من بَعْدُ أن تعلمَ أنَّ بين " أنتَ الحبيبُ " وبينَ " زيدٌ المنطلقُ " فرقاً وهو أنَّ لك في المحبة التي أثبتُّها طرفاً من الجنسية من حيثُ كان المعنى أن المحبَّةَ مني بجملتها مقصورةٌ عليك ولم تعمَدْ إلى محبةٍ واحدةٍ من محبّاتِك . ألا ترىَ أنَّك قد أعطيتَ بقولكَ : أنت الحبيبُ أنك لا تحبُّ غيرَه وأنْ لا محبةَ لأحدٍ سِواه عندَك ولا يُتصوَّر هذا في " زيدٌ المنطلقُ " لأنه لا وجهَ هناك للجنسيةِ إذ ليس ثَمَّ إلا انطلاقٌ واحدٌ قد عَرَف المخاطَبُ أنه كان واحتاجَ أن يعيَّن له الذي كان منه ويَنُصَّ له عليه . فإن قلتَ : زيدٌ المنطلقُ في حاجتك تريدُ الذي من شأنه أن يَسْعَى في حاجَتك عرضَ فيه معنى الجنسية حينئذٍ على حَدِّها في " أنت الحبيبُ " . وهاهُنا أصلٌ يجب أن تُحْكمَهُ وهو أنّ من شأنِ أسماءِ الأجناس كلِّها إذا وصِفَتْ أن تتنوَّعَ بالصفةِ فيصيرُ الرجلُ الذي هو جنسٌ واحدٌ إذا وصفْتَه فقلتَ : " رجلٌ ظريفٌ ورجلٌ قصير ورجلٌ شاعر ورجلٌ كاتب " أنواعاً مختلفةً يُعَدُّ كلُّ منها شيئاً على حِدةٍ . ويُسْتَأْنَفُ في اسم الرجل بكلِّ صفة تقرِنُها إليه جنسية . وهكذا القولُ في المصادر تقول : العِلْمُ والجهلُ والضربُ والقتلُ والسَّيرُ والقيامُ والقعودُ . فتجدُ كلَّ واحد من هذه المعاني جنساً كالرجل والفرس والحمارِ . فإذا وصفتَ فقلتَ : عِلْمُ كذا وعلُم كذا كقولك : عِلمٌ