ولها سرائر في الضمير طويتها ... نسي الضمير بأنها في طيه ) .
وقيل كتمان الأسرار يدل على جواهر الرجال وكما أنه لا خير في آنية لا تمسك ما فيها فكذلك لا خير في إنسان لا يمسك سره قال الشاعر .
( ومستودعي سرا كتمت مكانه ... عن الحس خوفا أن ينم به الحس ) .
( وخففت عنه من هوى النفس شهوة ... فأودعته من حيث لا يبلغ الحس .
وقال قيس بن الحطيم .
( أجود بمكنون التلاد وإنني ... بسري عمن يسألني لضنين .
( وإن ضيع الاقوام سري فإنني ... كتوم لأسرار العشير أمين ) .
وقال جعفر بن عثمان .
( يا ذا الذي أودعني سره ... لا ترج أن تسمعه مني ) .
( لم أجره قط علي فكرتي ... كأنه لم يجر في أذني .
وكان عمر بن الخطاب Bه يقول ما أفشيت سري أحد قط فأفشاه فلمته إذ كان صدري به أضيق وقال الأحنف بن قيس يضيق صدر الرجل بسره فإذا حدث به احدا قال اكتمه علي .
قال الشاعر .
( إذا المرء أفشى سره بلسانه ... ولام به غيره فهو أحمق ) .
( إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه ... فصدر الذي يستودع السر أضيق ) .
وقال آخر .
( إذا ما ضاق صدرك عن حديث ... وأفشته الرجال فمن تلوم ) .
( وإن عاتبت من أفشى حديثي ... وسري عنده فأنا الملوم