وتصفح الرقاع وقضي حوائجهم عن آخرها قال محمد فخرجت من عنده وقد ربحت وأربحت .
وقال المبرد أتاني رجل لأشفع له في حاجة فأنشدني لنفسه .
( إني قصدتك لا أدلى بمعرفة ... ولا بقرب ولكن قد فشت نعمك ) .
( فبت حيران مكروبا يؤرقني ... ذل الغريب ويغشيني الكرى كرمك ) .
( مازلت أنكب حتى زلزلت قدمي ... فاحتل لتثبيتها لا زلزلت قدمك ) .
( فلو هممت بغير العرف ما علقت ... به يداك ولا انقادت له شيمك ) .
قال فشفعت له وأنلته من الإحسان ما قدرت عليه وكتب رجل إلى يحيى بن خالد رقعة فيها هذا البيت .
( شفيعي إليك الله لا شيء غيره ... وليس إلى رد الشفيع سبيل ) .
فأمره بلزوم الدهليز فكان يعطيه كل يوم عند الصباح ألف درهم فلما استوفي ثلاثين ألفا ذهب الرجل فقال يحيى والله لو أقام إلى آخر عمره ما قطعتها عنه شعر .
( وقد جئتكم بالمصطفي متشفعا ... وما خاب من بالمصطفي يتشفع ) .
( إلى باب مولانا رفعت ظلامتى ... عسى الهم عني والمصائب ترفع ) .
وقال آخر .
( تشفع بالنبي فكل عبد ... يجار إذا تشفع بالنبي ) .
( ولا تجزع إذا ضاقت أمور ... فكم لله من لطف خفي ) .
وروى أن جبريل عليه السلام قال يا محمد لو كانت عبادتنا لله تعالى على وجه الأرض لعملنا ثلاث خصال سقي الماء للمسلمين وإعانة أصحاب العيال وستر الذنوب على المسلمين إذا أذنبوا اللهم استر ذنوبنا واقض عنا تبعاتنا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم