Bه قال قال رسول الله أفضل الصدقة صدقة اللسان قيل يا رسول الله وما صدقة اللسان قال الشفاعة تفك بها الأسير وتحقن بها الدماء وتجر بها المعروف إلى أخيك وتدفع عنه بها كريهة رواه الطبراني في المكارم وقال علي Bه الشفيع جناح الطالب وقال رجل لبعض الولاة إن الناس يتوسلون إليك بغيرك فينالون معروفك ويشكرون غيرك وأنا أتوسل إليك بك ليكون شكري لك لا لغيرك وقيل كان المنصور معجبا بمحادثة محمد بن جعفر بن عبد الله ابن عباس Bهم وكان الناس لعظم قدره يفزعون اليه في الشفاعات فثقل ذلك على المنصور فحجبه مدة ثم لم يصبر عنه فأمر الربيع أن يكلمه في ذلك فكلمه وقال اعف يا أمير المؤمنين لا تثقل عليه في الشفاعات فقبل ذلك منه فلما توجه إلى الباب اعترضه قوم من قريش معهم رقاع فسألوه إيصالها إلى المنصور فقص عليهم القصة فأبوا إلا أن يأخذها فقال أقذفوها في كمي ثم دخل عليه وهو في الخضراء مشرف على مدينة السلام وما حولها من البساتين فقال له أما ترى إلى حسنها يا أبا عبد الله فقال له يا أمير المؤمنين بارك الله لك فيما آتاك وهنأك باتمام نعمتك عليك فيما أعطاك فما بنت العرب في دولة الاسلام ولا العجم في سالف الأيام أحصن ولا أحسن من مدينتك ولكن سمجتها في عينى خصلة قال وما هى قال ليس لي فيها ضيعة فتبسم وقال قد حسنتها في عينك بثلاث ضياع قد أقطعتكها فقال أنت والله يا أمير المؤمنين شريف الموارد كريم المصادر فجعل الله تعالى باقي عمرك أكثر من ماضيه ثم أقام معه يومه ذلك فلما نهض ليقوم بدت الرقاع من كمه فجعل يردهن ويقول ارجعن خائبات خاسرات فضحك المنصور وقال بحقي عليك ألا أخبرتني وأعلمتني بخبر هذه الرقاع فأعلمه وقال ما أتيت يا ابن معلم الخير إلا كريما وتمثل بقول عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر .
( لسنا وإن أحسابنا كرمت ... يوما على الأحساب نتكل ) .
( نبني كما كانت أوائلنا ... تبني ونفعل مثل ما فعلوا )