خبز الجرادق نمروذ وأول من كتب في القراطيس الحجاج واول من اغتاب إبليس لعنه الله اغتاب آدم عليه السلام .
وأوحى الله تعالى إلى موسى E أن المغتاب إذا تاب فهو آخر من يدخل الجنة وإن أصر فهو أول من يدخل النار ويقال لا تأمن من كذب لك أن يكذب عليك ومن اغتاب عندك غيرك أن يغتابك عند غيرك وقيل للحسن البصري رضي الله تعالى عنه ان فلانا اغتابك فأهدى إليه طبقا من رطب فأتاه الرجل وقال له اغتبتك فأهديت إلي فقال الحسن أهديت إلى حسناتك فأردت أن أكافئك .
وعن ابن المبارك رحمة الله تعالى قال لو كنت مغتابا أحدا لاغتبت والدي لأنهما أحق بحسناتي وإذا حاكى إنسان إنسانا بأن يمشي متعارجا أو متطأطئا أو غير ذلك من الهيئات يريد تنقيصه بذلك فهو حرام وبعض المتفقهين والمتعبدين يعرضون بالغيبة تعريضا تفهم به كما تفهم بالتصريح فيقال لأحدهم كيف حال فلان فيقول الله يصلحنا الله يغفر لنا الله يصلحه نسأل الله العافية نحمد الله الذي لم يبتلنا بالدخول على الظلمة نعوذ بالله من الكبر يعافينا الله من قلة الحياء الله يتوب علينا وما أشبه ذلك مما يفهم تنقيصه فكل ذلك غيبة محرمة .
واعلم أنه كما يحرم على المغتاب ذكر الغيبة كذلك يحرم على السامع استماعها فيجب على من يستمع إنسانا يبتدىء بغيبة أن ينهاه إن لم يخف ضررا فإن خافه وجب عليه الانكار بقلبه ومفارقة ذلك المجلس إن تمكن من مفارقته فإن قال بلسانة أسكت وقلبه يشتهى سماع ذلك قال بعض العلماء ان ذلك نفاق قال الله تعالى ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره ) ومما أنشدوه في هذا المعنى .
( وسمعك صن عن سماع القبيح ... كصون اللسان عن النطق به )