أجرة حملها وقالوا ليس لنا شيء نرتزق منه إلا من مثل هذا وسيدنا رجل غني وله أشياء كثيرة العدالة والتزويج والعقود والوراقة والسجن والإطلاق وجامكية الحكم وأجرة اليمين والتدريس والأقاف فقال لهم القاضي ألمثلي يقال هذا وأنتم لكم اثنا عشر بابا من المنافع منها الوسخ والزفر والهلع والولع وبيت النبذة وشركة النفوس وجباية الأسواق وحرق النار وسلب الشطار ولكم الضياح وثمن الإصلاح وما تروحوا من هذه البغلة بلا شيء جلدها للدباغين وذنبها للغرابلية ومعرفتها للشعار وتطبيقتها للبيطار قال فتقدم أحدهم إليه وقال بحق من تاب عليك ورد عاقبتك إلى خير وأراحك من هذا المعاش تصدق علينا بشيء ولا تدعنا نروح بلاش .
تفسير هذه الألفاظ الزفر النساء الزانيات والوسخ المراحيض والهلع جباية الأسواق والولع القمار وبيت النبذة محل المزر وشركة النفوس كل من حمل ميتا ولحقوه قبل أن يخرج من باب البلد كانوا شركائه وسلب الشطار كل من شنقوه لهم سلبه وولي يحيى ابن أكثم قاضيا على أهل جبلة فبلغة أن الرشيد انحدر إلى البصرة فقال لأهل جبلة إذا اجتاز الرشيد فاذكروني عنده بخير فوعدوه بذلك فلما جاء الرشيد تقاعدوا عنه فسرح القاضي لحيته وكبر عمته وخرج فرأى الرشيد في الحراقة ومعه أبو يوسف القاضي فقال يا أمير المؤمنين نعم القاضي قاضي جبلة عدل فينا وفعل كذا وكذا وجعل يثني على نفسه فلما رآه أبو يوسف عرفه فضحك فقال له الرشيد مم تضحك فقال يا أمير المؤمنين المثني على القاضي هو القاضي فضحك الرشيد حتى فحص برجله الأرض ثم أمر بعزله فعزل وأحضر رجل ولده إلى القاضي فقال يا مولانا إن ولدي هذا يشرب الخمر ولا يصلي فأنكر ولده ذلك فقال أبوه يا سيدي أفتكون صلاة بغير قراءة فقال الولد إني أقرأ القرآن فقال له القاضي اقرأ حتى أسمع فقال .
( علق القلب الربابا ... بعدما شابت وشابا ) .
( إن دين الله حق ... لا أرى فيه ارتيابا )