الحمد فضحكوا عليه وجاء رجل إلى فقيه فقال أفطرت يوما في رمضان فقال اقض يوما مكانه قال قضيت وأتيت أهلي وقد علموا مأمونية فسبقتني يدي إليها فأكلت منها فقال اقض يوما آخر مكانه قال قضيت وأتيت أهلي وقد عملوا هريسة فسبقتني يدي إلهيا فقال أرى أن لا تصوم إلا ويدك مغلولة إلى عنقك وجاء رجل إلى بعض الفقهاء فقال له أنا عبد اله على مذهب ابن حنبل وإني توضأت وصليت فبينما أنا في الصلاة إذ أحسست ببلل في سراويلي يتلزق فشممته فإذا رائحته كريهة خبيثة فقال الفقيه عافاك الله خريت باجماع المذاهب وجاء رجل إلى فقيه قال أنا رجل أفسو في ثيابي حتى تفوح روائحي فهل يجوز لي أن أصلي في ثيابي قال نعم لكن لا كثر الله في المسلمين مثلك ووقع بين الأعمش وبين امرأته وحشة فسأل بعض أصحابه من الفقهاء أن يرضيها ويصلح بينها فدخل إليها وقال إن أبا محمد شيخ كبير فلا يزهدنك فيه عمش عينيه ودقة ساقيه وضعف ركبتيه ونتن إبطيه وبخر فيه وجمود كفيه فقال له الأعمش قم قبحك الله فقد أريتها من عيوبي ما لم تكن تعرفه وسكن بعض الفقهاء في بيت سقفه يقرقع في كل وقت فجاءه صاحب البيت يطلب الأجرة فقال له أصلح السقف فإنه يقرقع قال لا تخف فإنه يسبح الله تعالى قال أخشى أن تدركه رقة فيسجد .
الفصل الثالث في نوادر القضاة .
كان لبعض القضاة بغلة فقرأ يوما في المصحف ( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ) فقال لغلامه اطلق البغلة ورزقها على الله فصارت البغلة تدور الأسواق والأزقة وتأكل من قشور الباذنجان وقشور الرمان وقشور البطيخ وقمامات الطريق فماتت فأمر الغلام بإحضار المشاعلية ليحملوها لظاهر المدينة فأحضرهم فطلبوا من القاضي عشرة