وأما التشبيه فلأنّ جَرْيه يجري في الكثرة مَجْرى مائه .
وأما التوكيد فلأن شبّه العَرَض بالجوْهر وهو أثبت في النفوس منه .
وكذلك قوله تعالى : ( وأدخلناه في رحمتنا ) هو مجاز وفيه المعاني الثلاثة : .
أما السعة فلأنه كأنه زاد في اسم الجهات والمحالّ اسماً هو الرّحمة .
وأما التشبيه فلأنه شبَّه الرحمة - وإن لم يصح دخولها - بما يجوزُ دخولهُفلذلك وضعَها موضعه .
وأما التوكيد فلأنه أخْبر عن المعنى بما يُخْبَر به عن الذات .
وجميعُ أنواع الاستعارات داخلةٌ تحت المجاز كقوله : - من الكامل - .
( غَمْر الرّداء إذا تَبَسَّم ضاحكاً ... غَلقَت لضَحْكَته رقَابُ المال ) .
وقوله : - من الطويل - .
( ووجه كأنَّ الشمس حَلَّت ردَاءها ... عليه نقي الخدّ لم يَتَخَدّد ) .
جعل للشمس رداء استعارة للنورلأنه أبلغ .
وكذلك قولك : ( بنيتُ لك في قلبي بيتاً ) مجاز استعارة لما فيه من الاتّساع والتوكيد والتشبيه بخلاف قولك : ( بنيت داراً ) فإنه حقيقة لا مجازَ فيه ولا استعارة وإنما المجاز في الفعل الواصل إليه .
قال : ومن المجاز في اللغة أبوابُ الحذف والزيادات والتقديم والتأخير والحَمْل على المعنىوالتحريف : نحو ( واسأل القرية ) الاتّساع فيه أنه استعمل لفظ السؤال مع ما لا يصح في الحقيقة سؤاله والتشبيه أنها شُبّهت بمن يصحّ سؤاله لمّا كان بها والتوكيد أنه في ظاهر اللفظ أحالَ بالسؤال على مَنْ ليس من عادته الإجابةَفكأنهم ضمنوا لأبيهم أنه إن سأل الجمادات والجمَال أَنبأتْهُ بصحة قولهموهذا تناهٍ في تصحيح الخبر