وقال ابنُ دُرَيد في الجمهرة : لم تَجْمع العربُ الجيم والقاف في كلمة إلا في خمس كلمات أو ست .
وقال ابنُ فارس في فقه اللغة : حدَّثني علي بن أحمد الصباحي قال : سمعتُ ابنَ دريد يقول : حروفٌ لا تتكلم العرب بها إلا ضرورة فإذا اضطرّوا إليها حوَّلوها عند التكلّم بها إلى أقرب الحروف من مخارجها وذلك كالحرف الذي بين الباء والفاء مثل بور إذا اضطروا قالوا : فُور .
قال ابن فارس : وهذا صحيحٌ لأن بور ليس من كلام العرب فلذلك يَحتاج العربي عند تعريبه إياه أن يصيّره فاء .
قال ابنُ دُريد في الجمهرة قال أبو حاتم قال الأصمعي : العربُ تجعل الظاء طاء ألا تراهم سمّوا الناظر ناطوراً أي ينظر ويقولون البُرْطُلَة وإنما هو ابن الظُّلَّة .
وفي مختصر العين : الناظر والناطور : حافظُ الزَّرع وليست بعربية .
وقال سيبويه أبدلوا العَين في إسماعيل لأنها أشبهُ الحروف بالهمزة قالوا : فهذا يدلُّ على أن أصلّه في العجمية إشمائيل .
وفي شرح أدب الكاتب : التوت أعجمي معرّب وأصلُه باللسان العجمي توث وتوذ فأبدَلت العرب من الثاء المثلثة والذال المعجمة تاء ثنويّة لأن المثلّثة والذال مهملان في كلامهم .
وقال أبو حنيفة : توث بالثاء المثلثة وقوم من النحويين يقولون : توت بتاء ثنوية ولم يُسْمع به في الشعر إلا بالمثلثة وذلك أيضاً قليلٌ لأنه لا يكاد يجيءُ عن العرب إلا بذكر الفرصاد وأنشد لبعض الأعراب : - من البسيط - .
( لَرَوْضَةٌ من رياض الحَزْن أو طَرَفٌ ... من القَرَيَّة حَزْنٌ غيرُ مَحْرُوث )