وأشرد مثل قيل في اعتداد بني العم والكف عن مقاتلتهم بفعلهم قوله .
( وما كُنْتُ إلا مِثْل قاطع كَفه ... بكَفٍّ له أُخْرَى فأصبح أجْذَمَا ) .
( يداه أصابتْ هذه حَتفَ هذه ... فلم تَجد الأُخْرَى عليها تَقَدُّما ) .
( فلما اسْتقاد الكَف بالكَفِّ لم يَجدْ ... له دَركاً في أن تَبِينا فأحْجَما ) .
( فأطْرق إطراقَ الشُّجاع ولو يَرى ... مَسَاغاً لنابَيْه الشُّجاعُ لصَمما ) .
قال أبو عبيدة .
يريد أنه فيما صنع به أخواله بمنزلة من قطع إحدى يديه بالأخرى فلو هجاهم وكافأهم كان بمنزلة من قطع يده الأخرى فبقي أجذم فأمسك عنهم .
قال أبو علي .
والبيت الأخير يضرب مثلا للرجل يقصر إلى أن تمكنه الفرصة .
قال أبو عبيدة .
ولم أسمع لأحد بمثل هذه الأبيات حكمة وأمثالا من أولها إلى آخرها وفيها من الأمثال السائرة ما يضرب مثلا للحكيم يذكر به عند نسيانه .
( لذي الْحِلم قَبل اليوم ما تُقْرع العصا ... وما عُلِّم الإنسانُ إلا ليَعْلما ) .
وفيها من شارد الأمثال .
( إذا لم يَزل حبْلُ القَرينَين يَلْتَوي ... فلا بُدَّ يوماً من قُوىً أن تَجذَّمَا ) .
قال أبو علي