( لست أدري ما أقول له ... غير أن الأرض في خَفَره ) .
( يا دواءَ الأرض إن فسدَت ... ومُديل اليُسر من عسُره ) .
( كلّ من في الأرض من عربٍ ... بين باديه إلى حضره ) .
( مستعير منك مكرمةً ... يكتسيها يوم مفتخَره ) .
يقول فيها .
( وزَحوف في صواهله ... كصياح الحشر في أثره ) .
( قُدْتَه والموت مكتمِنٌ ... في مذاكيه ومشتجَره ) .
( فرمَت جيلويه منه يد ... طوت المنشور من نظره ) .
( زرتَه والخيل عابسة ... تحمل البؤس عَلَى عُقَره ) .
( خارجات تحت رايتها ... كخروج الطير من وُكَره ) .
( وعَلَى النعمان عُجتَ به ... عَوجةً ذادته عن صَدره ) .
( غمَط النعمان صفوتها ... فَرددتَ الصفو في كدره ) .
( ولقُرقورٍ أدرتَ رحاً ... لم تكن ترتد في فِكرَه ) .
( قد تأنيتَ البقاءَ له ... فأبَى المحتومُ من قدَره ) .
( وطغى حتى رَفَعت له ... خطة شنعاء من ذُكَره ) .
قال فغضب المأمون واغتاظ وقال لست لأبي إن لم أقطع لسانه أو أسفك دمه .
قال ابن أبي فنن وهذه القصيدة قالها علي بن جبلة وقصد بها أبا دلف بعد قتله الصعلوك المعروف بقرقور وكان من أشد الناس بأساً وأعظمهم