غنى عبد الله بن العباس الربيعي في هذه الأبيات هزجاً بالبنصر عن الهشامي .
قال وكانت له جارية يرسلها إليها ويبثها سره وتعود إليه بأخبارها ورسائلها فطال ذلك بينهما حتى أحبتها الجارية التي علقها مسلم ومالت إليها وكلتاهما في نهاية الحسن والكمال .
وكان مسلم يحب جاريته هذه محبة شديدة ولم يكن يهوى تلك إنما كان يريد الغزل والمجون والمراسلة وأن يشيع له حديث بهواها وكان يرى ذلك من الملاحة والظرف والأدب فلما رأى مودة تلك لجاريته هجر جاريته مظهراً لذلك وقطعها عن الذهاب إلى تلك وذلك قوله .
( وأَهْجُر صاحِبي حُبَّ التَجَنِّي ... عليه إذا تجنَّيْت الذُّنُوبا ) .
وراسلها مع غير جاريته الأولى وذلك قوله .
( تَدَّعي الشوقَ إن نأتْ ... وتجنَّى إذا دنتْ ) .
( واعدتنا وأخلفتْ ... ثم ساءتْ فأحسنت ) .
( سرَّني لو صبرتُ عنها فتُجْزَى بما جنتْ ) .
( إنَّ سَلْمَى لو أتَّقت ... رَبّها فيّ أَنجزَتْ ) .
( زرعت في الحشا الهوى ... وسقته حتى نَبَتْ ) .
مسلم يختلف مع أبي نواس في الشعر .
أخبرني الحسين بن يحي ومحمد بن يزيد قالا حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه قال