ثم أتى الطفيل بن عمرو على النبي ومعه أبو هريرة فقال له ما وراءك فقال بلاد حصينة وكفر شديد فتوضأ النبي ثم قال اللهم اهد دوسا ثلاث مرات قال أبو هريرة فلما صلى النبي خفت أن يدعو على قومي فيهلكوا فصحت واقوماه فلما دعا لهم سري عني ولم يحب الطفيل أن يدعو لهم لخلافهم عليه فقال له لم أحب هذا منك يا رسول الله فقال له إن فيهم مثلك كثيراً وكان جندب بن عمرو بن حممة بن عوف بن غوية ابن سعد بن الحارث بن ذيبان بن عوف بن منهب بن دوس يقول في الجاهلية إن للخلق خالقا لا أعلم ما هو فخرج حينئذ في خمسة وسبعين رجلا حتى أتى النبي فأسلم وأسلموا قال أبو هريرة ما زلت ألوي الآجرة بيدي ثم لويت على وسطي حتى كأني بجاد أسود وكان جندب يقربهم إلى النبي رجلا رجلا فيسلمون .
وهذه الأبيات التي فيها الغناء من قصيدة للحارث بن الطفيل قالها في حرب كانت بين دوس وبين بني الحارث بن عبد الله بن عامر بن الحارث ابن يشكر بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر بن زهران .
وكان سبب ذلك فيما ذكر عن أبي عمرو الشيباني أن ضماد بن مسرح ابن النعمان بن الجبار بن سعد بن الحارث بن عبد الله بن عامر بن الحارث ابن يشكر سيد آل الحارث كان يقول لقومه أحذركم جرائر أحمقين من آل الحارث يبطلان رياستكم وكان ضماد يتعيف وكان آل الحارث يسودون العشيرة كلها فكانت دوس أتباعا لهم وكان القتيل من آل الحارث تؤخذ له ديتان ويعطون إذا لزمهم عقل قتيل من دوس دية واحدة فقال غلامان من