( إذا المرء لم يُحبِبك إلا تكرُّهاً ... بدا لك من أخلاقه ما يغالِب ) .
( فَلَلْنأي خير من مُقامٍ على أذى ... ولا خيرَ فيما يستقل المعاتب ) .
أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال حدثنا عبيدالله بن محمد قال حدثنا ابن النطاح قال ذكر الحرمازي عن رجل من بني الديل قال كانت لأبي الأسود الدؤلي امرأة من بني قشير وامرأة من عبد القيس فأسن وضعف عما يطيقه الشباب من أمر النساء فأما القشيرية فكانت أقدمهما عنده وأسنهما فكانت موافقة له صابرة عليه وهي أم عوف القشيرية التي يقول فيها .
( أبى القلب إلا أم عوف وحبها ... عجوزاً ومن يحبب عجوزاً يفنَّد ) .
( كسَحْق يمانٍ قد تقادم عهده ... ورُقعته ما شئت في العين واليد ) .
وأما الأخرى التي من عبد القيس فهي فاطمة بنت دعمي وكانت أشبهما وأجملهما فالتوت عليه لما أسن وتكرت له وساءت عشرتها فقال فيها أبو الأسود .
( تعاتبني عِرسي على أن أطيعها ... لقد كذبتها نفسُها ما تمنَّتِ ) .
( وظنت بأني كلُّ ما رضيتْ به ... رضيتُ به يا جهلها كيف ظنت ) .
( وصاحبتُها ما لو صحبتُ بمثله ... على ذعرها أُرْوِية لأطمأنتِ )