أخبرني محمد بن القاسم الأنباري قال حدثني أبي قال حدثنا أبو عكرمة قال كان بين بني الديل وبين بني ليث منازعة فقتلت بنو الديل منهم رجلا ثم اصطلحوا بعد ذلك على أن يؤدوا ديته فاجتمعوا إلى أبي الأسود يسألونه المعاونة على أدائها وألح عليه غلام منهم ذو بيان وعارضة فقال له يا أبا الأسود أنت شيخ العشيرة وسيدهم وما يمنعك من معاونتهم قلة ذات يد ولا سؤدد ولا جود فلما أكثر أقبل عليه أبو الأسود ثم قال له قد أكثرت يابن أخي فاسمع مني إن الرجل والله ما يعطي ماله إلا لإحدى خلال إما رجل أعطى ماله رجاء مكافأة ممن يعطيه أو رجل خاف على نفسه فوقاها بماله أو رجل أراد وجه الله وما عنده في الدار الآخرة أو رجل أحمق خدع عن ماله ووالله ما أنتم إحدى هذه الطبقات ولا جئتم في شيء من هذا ولا عمك الرجل العاجز فينخدع لهؤلاء ولما أفدتك إياه في عقلك خير لك من مال أبي الأسود لو وصل إلى بني الديل قوموا إذا شئتم فقاموا يبادرون الباب .
أخبرني محمد بن الحسن بن دريد قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال كان طريق أبي الأسود الدؤلي إلى المسجد والسوق في بني تميم الله بن ثعلبة وكان فيهم رجل متفحش يكثر الأستهزاء بمن يمر به فمر به أبو الأسود الدؤلي يوما فقال لقومه كأن وجهه أبي الأسود وجه عجوز راحت إلى أهلها بطلاق فضحك القوم وأعرض عنهم أبو الأسود ثم مر به مرة أخرى فقال لهم كأن غضون قفا أبي الأسود غضون الفقاح فأقبل عليه أبو الأسود فقال له هل تعرف فقحة أمك فيهن فأفحمه وضحك القوم منه وقاموا