غوثاه .
وندر السيف وجعل زهدم يريغ قائم السيف .
فنزل مالك فاقتلع زهدما عن حاجب .
فمضى زهدم وأخوه حتى أتيا قيس بن زهير بن جذيمة فقالا أخذ مالك أسيرنا من أيدينا .
قال ومن أسيركما قالا حاجب بن زرارة .
فخرج قيس يتمثل قول حنظلة بن الشرقي القيني أبي الطمحان رافعا صوته يقول .
( أجَدُّ بني الشَّرْقيّ اُولِعَ أنَّني ... مَتَى أسْتَجِرْ جاراً وإنْ عَزَّ يَغْدُرِ ) .
( إذا قلتُ أوفى أدركتْه دَرُوكَةٌ ... فيا مُوزعَ الجِيرانِ بالغَيِّ أقْصِرِ ) .
حتى وقف على بني عامر فقال إن صاحبكم أخذ أسيرنا .
قالوا من صاحبنا قال مالك ذو الرقيبة أخذ حاجبا من الزهدمين .
فجاءهم مالك فقال لم آخذه منهما ولكنه استأسر لي وتركهما .
فلم يبرحوا حتى حكموا حاجبا في ذلك وهو في بيت ذي الرقيبة فقالوا من أسرك يا حاجب فقال أما من ردني عن قصدي ومنعني أن أنجو ورأى مني عورة فتركها فالزهدمان .
وأما الذي استأسرت له فمالك فحكموني في نفسي .
قال له القوم قد جعلنا إليك الحكم في نفسك .
يقال أما مالك فله ألف ناقة وللزهدمين مائة .
فكان بين قيس بن زهير وبين الزهدمين مغاضبة بعد ذلك فقال قيس .
( جَزَاني الزهدمانِ جزاءَ سَوْءٍ ... وكنتُ المرءَ يُجْزَى بالكَرَامهْ ) .
( وقد دافعتُ قد عَلِمتْ مَعَدٌّ ... بني قُرْطٍ وعَمَّهم قُدَامهْ ) .
( رَكِبتُ بهم طريقَ الحقِّ حَتَّى ... أَثبْتُهمُ بها مائةً ظُلاَمهْ ) .
وقال جرير في ذلك