( وقد حلفتُ عند مَنْحَر الهَدِي ... أُعْطيكُم غيرَ صُدور المَشْرَفي ) .
( فليس مثلي عن زُهَيْرٍ بغَني ... هو الشُّجاعُ والخطيبُ اللَّوْذَعِي ) .
( والفارسُ الحازمُ والشهمُ الأبي ... والحاملُ الثِّقْلَ إذا ينزلُ بي ) .
وذكروا أن طفيل بن مالك لما رأى القتال يوم جبلة قال ويلكم وأين نعم هؤلاء فأغار على نعم عمرو وإخوته وهم من بني عبدالله بن غطفان ثم من بني الثرماء فاستاق ألف بعير .
فلقيه عبيدة بن مالك فاستجداه فأعطاه مائة بعير وقال كأني بك قد لقيت ظبيان بن مرة بن خالد فقال لك أعطاك من ألفه مائة فجئت مغضبا .
فلقي عبيدة ظبيان فقال له كم أعطاك قال مائة .
فقال أمائة من ألف فغضب عبيدة .
قال وذكر أن عبيدة تسرع يومئذ إلى القتال فنهاه أخواه عامر وطفيل أن يفعل حتى يرى مقاتلا فعصاهما وتقدم فطعنه رجل في كتفه حتى خرج السنان من فوق ثديه فاستمسك فيه السنان فأتى طفيلا فقال له دونك السنان فانزعه فأبى أن يفعل ذلك غضبا فأتى عامرا فلم ينزعه منه غضبا فأتى سلمى بن مالك فانتزعته منه وألقي جريحا مع النساء حتى فرغ القوم من القتال .
وقتلت بنو عامر يومئذ من تميم ثلاثين غلاما أغرل .
وخرج حاجب بن زرارة منهزما وتبعه الزهدمان زهدم وقيس ابنا حزن بن وهب بن عويمر بن رواحة العبسيان فجعلا يطردان حاجبا ويقولان له استأسر وقد قدرا عليه فيقول من أنتما فيقولان الزهدمان فيقول لا أستأسر اليوم لموليين .
فبينما هم كذلك إذ أدركهم مالك ذو الرقيبة بن سلمة بن قشير فقال لحاجب استأسر .
قال ومن أنت قال أنا مالك ذو الرقيبة .
فقال أفعل فلعمري ما أدركتني حتى كدت أن أكون عبدا .
فألقى إليه رمحه واعتنقه زهدم فألقاه عن فرسه فصاح حاجب يا