أخبرني حبيب بن نصر المهلبي وأحمد بن عبد العزيز الجوهري قالا حدثنا عمر بن شبة قال قال هشام بن القاسم الغنوي وكان علامة بأمر الأعشى إنه وفد إلى النبي وقد مدحه بقصيدته التي أولها .
( ألم تَغْتَمِضْ عيناكَ ليلةَ أَرْمَدَا ... وعادك ما عاد السَّليمَ المُسَهَّدَا ) .
( وما ذاك من عشق النساء وإنما ... تناسيتَ قبل اليوم خُلَّةَ مَهْدَدَا ) .
وفيها يقول لناقته .
( فآليتُ لا أَرْثِي لها من كَلاَلَةٍ ... ولا من حَفاً حتى تَزُورَ محمدا ) .
( نبيٌّ يَرى ما لا تَرَوْن وذكرُه ... أغارَ لعَمْرِي في البلاد وأَنْجدا ) .
( متى ما تُناخِي عند باب ابن هاشمٍ ... تُراحِي وتَلْقَيْ من فَوَاضِله يدا ) .
فبلغ خبره قريشا فرصدوه على طريقه وقالوا هذا صناجة العرب ما مدح أحدا قط إلا رفع في قدره فلما ورد عليهم قالوا له أين أردت يا أبا بصير قال أردت صاحبكم هذا لأسلم قالوا إنه ينهاك عن خلال ويحرمها عليك وكلها بك رافق ولك موافق قال وما هن فقال أبو سفيان بن حرب الزنا قال لقد تركني الزنا وما تركته ثم ماذا قال القمار قال لعلي إن لقيته أن أصيب منه عوضا من القمار ثم ماذا قالوا الربا قال ما دنت ولا ادنت ثم ماذا قالوا الخمر قال أوه أرجع إلى صبابة قد بقيت لي في المهراس فأشربها فقال له أبو سفيان هل لك في خير مما هممت به قال وما هو قال نحن وهو الآن في هدنة فتأخذ مائة من الإبل وترجع إلى بلدك سنتك هذه وتنظر ما يصير إليه أمرنا فإن ظهرنا عليه كنت قد أخذت