بني أسد يقال له الطماح وكان امرؤ القيس قد قتل أخا له من بني أسد حتى أتى إلى بلاد الروم فأقام مستخفيا ثم إن قيصر ضم إليه جيشا كثيفا وفيهم جماعة من أبناء الملوك فلما فصل قال لقيصر قوم من أصحابه إن العرب قوم غدر ولا تأمن أن يظفر بما يريد ثم يغزوك بمن بعثت معه .
قصة الحلة المسمومة وموت امرئ القيس .
وقال ابن الكلبي بل قال له الطماح إن امرأ القيس غوي عاهر وإنه لما انصرف عنك بالجيش ذكر أنه كان يراسل ابنتك ويواصلها وهو قائل في ذلك أشعارا يشهرها بها في العرب فيفضحها ويفضحك فبعث إليه حينئذ بحلة وشي مسمومة منسوجة بالذهب وقال له إني أرسلت إليك بحلتي التي كنت ألبسها تكرمة لك فإذا وصلت إليك فالبسها باليمن والبركة واكتب إلي بخبرك من منزل منزل فلما وصلت إليه لبسها واشتد سروره بها فأسرع فيه السم وسقط جلده فلذلك سمي ذا القروح وقال في ذلك .
( لقد طمَح الطمَّاح من بُعد أرضه ... ليُلْبِسَني ممّا يلبِّس أبؤسا ) .
( فلو أنها نفسٌ تموت سَوِيَّةً ... ولكنّها نفسٌ تَساقَطُ أنفُسا ) .
قال فلما صار إلى بلدة من بلاد الروم تدعى أنقرة احتضر بها فقال .
( رُب خُطْبةٍ مُسْحَنْفِرَهْ ... وطَعْنةٍ مُثْعَنْجِرَهْ ) .
( وجَفْنةٍ متحيِّرة ... حَلِّت بأرض أَنقِره ) .
ورأى قبر امرأة من أبناء الملوك ماتت هناك فدفنت في سفح جبل يقال له عسيب فسأل عنها فأخبر بقصتها فقال