( ذهبتَ من الهِجْرانِ في غير مَذْهبِ ... ولم يَكُ حقّاً كلُّ هذا التجنُّبِ ) .
وأنشداها فغلبت علقمة فقال لها زوجها بأي شيء غلبته قالت لأنك قلت .
( فللسَّوْطِ أُلْهوبٌ وللساق درَّةٌ ... وللزَّجْرِ منه وَقْعُ أَهْوجَ مِنْعَبِ ) .
فجهدت فرسك بسوطك ومريته بساقك وزجرك وأتعبته بجهدك وقال علقمة .
( فولَّى على آثارهنَّ بحاصِبٍ ... وغَبْيَةِ شُؤْبُوبٍ من الشَّدِّ مُلْهِب ) .
( فأدركهنّ ثانياً من عِنَانه ... يَمُرّ كمَرّ الرائح المُتَحلِّبِ ) .
فلم يضرب فرسه بسوط ولم يمره بساق ولم يتعبه بزجر فقال ابن عائشة جعلت فداك أتأذنين أن أحدث قالت هيه قال إنما تزوج أم جندب حين هرب من المنذر بن ماء السماء فأتى جبلي طيىء وكان مفركا فبينا هو معها ذات ليلة إذ قالت له قم يا خير الفتيان فقد أصبحت فلم يقم فكررت عليه فقام فوجد الفجر لم يطلع فرجع فقال لها ما حملك على ما صنعت فأمسكت وألح عليها فقالت حملني أنك ثقيل الصدر خفيف العجيزة سريع الإراقة بطيء الإفاقة فعرف تصديق قولها وسكت فلما