امتدحت بني المهلب بمدائح ما امتدحت بمثلها أحدا وإنه لقبيح بمثلي أن يكذب نفسه على كبر السن فليعفني أمير المؤمنين قال فأعفاه وقال كثير إني أكره أن أعرض نفسي لشعراء أهل العراق إن هجوت بني المهلب .
وأما الأحوص فإنه هجاهم .
ثم بعث به يزيد بن عبد الملك إلى الجراح بن عبد الله الحكمي وهو بأذربيجان وقد كان بلغ الجراح هجاء الأحوص بني المهلب فبعث إليه بزق من خمر فأدخل منزل الأحوص ثم بعث إليه خيلا فدخلت منزله فصبوا الخمر على رأسه ثم أخرجوه على رؤوس الناس فأتوا به الجراح فأمر بحلق رأسه ولحيته وضربه الحد بين أوجه الرجال وهو يقول ليس هكذا تضرب الحدود فجعل الجراح يقول أجل ولكن لما تعلم .
ثم كتب إلى يزيد بن عبد الملك يعتذر فأغضى له عليها .
رأي أبي الفرج فيه .
قال أبو الفرج الأصبهاني وليس ما جرى من ذكر الأحوص إرادة للغض منه في شعره ولكنا ذكرنا من كل ما يؤثر عنه ما تعرف به حاله من تقدم وتأخر وفضيلة ونقص فأما تفضيله وتقدمه في الشعر فمتعالم مشهور وشعره ينبئ عن نفسه ويدل على فضله فيه وتقدمه وحسن رونقه وتهدبه وصفائه .
أخبرني الحرمي بن أبي العلاء والطوسي قالا حدثنا الزبير بن بكار قال حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز قال حدثني عبد الله بن مسلم بن جندب الهذلي قال حدثنا شيخ لنا من هذيل كان خالا للفرزدق من بعض أطرافه قال .
سمعت بالفرزدق وجرير على باب الحجاج فقلت لو تعرضت ابن