وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

بخواطرهم وموادّ حُكْمهم على عمله وترتيبه وقسمة أنحائه وتقديمهم أصولَه وإتْباعِهم إيّاها فروعَه وكذا ينبغي أن يُعتقد ذلك منهم لِمَا نذكره آنفا فهو مَفْخَر لهم ومَعْلَمٌ من معالم السَّدَاد دلّ على فضيلتهم .
والذي يدلّ على أنهم قد أحسُّوا ما أحسسنا وأرادوا وقصدوا ما نسبنا إليهم إرادته وقصدَه شيئان أحدهما حاضر معنا والآخر غائب عنا إلا أنه مع أدنى تأمّل في حكم الحاضر معنا .
فالغائب ما كانت الجماعة من علمائنا تشاهده من أحوال العرب ووجوهها وتُضطرّ إلى معرفته من أغراضها وقُصودها من استخفافها شيئا أو استثقاله وتقبُّله أو إنكاره والأُنْس بهِ أو الاستِيحاش منه والرضا بهِ أو التعجُّب من قائله وغير ذلك من الأحوال الشاهدة بالقُصود بل الحالِفةِ على ما في النفوس ألا ترى إلى قوله .
( تقول وصكَّت وجهَها بِيمِينها ... أبَعْلِيَ هذا بالرحَى المتقاعِسُ ) .
فلو قال حاكيا عنها أبعلي هذا بالرحى المتقاعس من غير أن يذكر صكَّ الوجه لأعلمَنا بذلك أنها كانت متعجِّبة منكِرة لكنّه لمَّا حكى الحال فقال وصكَّت وجهها عُلِم بذلك قوّة إنكارها وتعاظُم الصورة لها هذا مع أنك سامع لحكاية الحال غيرُ مشاهِد لها ولو شاهدتها لكنت بها أعرف ولِعظم الحال في نَفْس تلك