جوهرةٌ كنت ضنيناً بها ... نفيسة القيمة والقدر .
إن أنا لم أبك عليها دماً ... فضلاً عن الدمع فما عذري .
ما لي لا أبكي على فقدها ... بكاء خنساء على صخر .
يقال أن الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد قال : لو مدحت بهذه القصيدة أجزت عليها بألف دينار . . وقال ابن التعاويذي : .
يا واثقاً من عمره بشبيبةٍ ... علقت يداك بأضعف الأسباب .
ضيعت ما يجدي عليك بقاؤه ... وحفظت ما هو مؤذنٌ بذهاب .
المال يضبط في يديك حسابه ... والعمر تنفقه بغير حساب .
وقال : .
وعلو السن قد كسر بالشيب نشاطي .
كيف سموه علواً ... وهو أخذٌ في انحطاط .
وقال : .
أأحرم دولتكم بعدما ... ركبت الأماني وأنضيتها .
وما لي ذنبٌ سوى أنني ... رجوتكم فتمنيتها .
وقال : .
جبةٌ طال عمرها فغدت تصل ... ح أن يسمع الحديث عليها .
كلما قلت فرج الله منها ... أحوجت خسة الزمان إليها .
وقال وقد سمع قول الصابي : .
فالعمر مثل الكأس ير ... م وسب في أواخره القذى .
فمن شبه العمر كأساً يقر ... قذاه ويرسب في أسفله .
فإني رأيت القذى طافياً ... على صفحة الكأس في أوله .
وقال يهجو الوزير ابن البلدي : .
يا رب أشكو إليك ضراً ... أنت على كشفه قدير .
أليس صرنا إلى زمان ... فيه أبو جعفرٍ وزير .
وقال : .
مجاهد الدين عشت ذخراً ... لكل ذي حاجةٍ وكنزا .
بعثت لي بغلةً ولكن ... قد مسخت في الطريق عنزا .
وقال : .
قضيت شطر العمر في مدحكم ... ظناً بكم أنكم أهله .
وعدت أفنيه هجاء لكم ... فضاع عمري فيكم كله .
وقال أيضاً : .
ولقد مدحتكم على جهلٍ بكم ... وظننت فيكم للصنيعة موضعا .
ورجعت بعد الاختبار أذمكم ... فأضعت في الحالين عمري أجمعا .
وقال يهجو : .
قال أطباؤه لعوده ... قولاً عن الحق غير مدفوع .
شقوا رغيفاً في وجه صاحبكم ... فما به علةٌ سوى الجوع .
وقال : .
وباخلٍ قدم لي شمعةٌ ... وحاله من حرقٍ حالها .
فما جرت من عينها دمعةٌ ... إلا ومن عينيه أمثالها .
ابن علان الواسطي محمد بن عبيد الله بن علان بن زاهر بن عمر بن رزين الخزاعي أبو عبد الله الشاعر من أهل واسط . قال ابن النجار : شاب فاضل حسن الشعر دخل الشام ومدح ملوكها ثم قدم بغداد سنة تسع عشرة وست مائة ومدح الإمام الناصر وسمع منه الحافظ ابن الدبيثي ثم إنه سافر إلى الجزيرة فيقال أنه هجا الملك الأشرف والحاجب علياً وهو الناظر بحران فحبسه وخلد في السجن بحران مدة وكان يلقب بالراوية . قال أنشدني الحافظ أبو عبد الله محمد بن سعيد قال : أنشدنا المذكور لنفسه : .
أنظر إلى الخمر وتكوينها ... تجد عجيباً منهما أو عجاب .
رقت هواءً وصفت مزنةً ... وأضرمت ناراً وكانت ترابا .
وأنشد له من أبيات : .
ولكم هممت بنصب أشراك الكرى ... لخياله والنوم منه شرود .
أو رمت أفلت من هواه فشدني ... وسط الحبائل بنده المشدود .
ومتى عزمت على السلو يقول لي : ... حل العزيمة ! .
خصره المعقود .
وإذا جحدت هواه خوف وشاته ... فعلى الغرام دلائلٌ وشهود .
توفي آخر يوم من سنة أربع وعشرين وست مائة ولم يبلغ الأربعين . قلت : شعره متوسط .
زين الدين ابن عبيد الله محمد بن عبيد الله بن جبريل الصدر زين الدين ابو عبد الله الكاتب المصري . توفي سنة أربع وسبعين وستمائة . كان في ديوان الإنشاء بالقاهرة وتاج الدين ابن الأطرباني كاتب الإنشاء هو ابن أخته . وسيأتي ذكر ولده القاضي صلاح الدين يوسف بن محمد في حرف الياء مكانه إن شاء الله تعالى . له شعر لطيف عذب يأخذ بمجامع القلب منه قوله : .
إنما الشكوى إلى الخل ... ق هوانٌ ومذله .
فأترك الخلق وأنزل ... كل ما نابك بالله .
وقال جواباً :