قم هاتها حمراء في مبيضةٍ ... كالجلنارة في جنى نسرين .
أوما رأيت هلال فطرٍ قد بدا ... في الأفق مثل شعيرة السكين .
قسماً بحبك لا مزجت كؤوسها ... إلا ببريقك أو بماءٍ جفوني .
وقال : .
وبيتٍ خلا من كل خيرٍ فناؤه ... فضاق علينا وهو رحب الأماكن .
كأنا مع الجدران في جنباته ... دمىً في انقطاع الرزق لا في المحاسن .
القاضي ابن معروف محمد بن عبيد الله بن أحمد بن معروف أبو الحسين ابن قاضي القضاة أبي محمد ولي القضاء نيابة عن والده بالجانب الشرقي من بغداد بعد وفاة القاضي أبي بكر بن صبر سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة ومات والده في سابع صفر من السنة لأن الأول توفي خامس المحرم فوقع لأبي الحسين بالقضاء على حاله فلما مات القاضي أبو علي المحسن بن علي التنوخي في محرم سنة أربع وثمانين وثلاث مائة ردت أعماله إلى أبي الحسين فتولى القضاء بها كلها . كان فقيهاً فاضلاً متكلماً حسن العبارة أديباً بليغ الألفاظ مليح الكتابة وكان من محاسن الناس صورة ومعنى ذكر ذلك ابن النجار وأورد له من شعره : .
فإن كان ما بلغت حقاً فلامني ... صديقي وشلت من يدي الأنامل .
ودام بي الإعراض منك فإنه ... حمامٌ إذا واصلته لي قاتل .
وله أيضاً : .
أنتم وإن بعدت عنا منازلكم ... نوازلٌ بين أخطاري وأفكاري .
وإن تحدثت لم ألفظ بغيركم ... وإن سكت فأنتم عقد إضماري .
وكتب إلى صديق له لم يعده في مرضه : .
وأصلحت جسمي بشرب الدواء ... وقلبي على حاله في الألم .
فإن جدت بالوصل عافيته ... وإن زاد هجرك زاد السقم .
ومثلك في البرء لا يستزار ... ومثلي في الود لا يتهم .
وكتب إليه أيضاً : .
أصلح شرب الدواء جسمي ... والقلب منه السقام باق .
أظله البين فهو شاكٍ ... من ألم الهجر والفراق .
ولست أرجو له فراقاً ... إلا بأن يقرب التلاقي .
توفي رابع شعبان سنة تسعين وثلاث مائة . قلت : شعر متوسط .
أبو بكر الحنبلي محمد بن عبيد الله بن أحمد أبو بكر ابن أبي القاسم الحنبلي من أهل دير العاقول روى عن والده أبي القاسم وعن الإمام أبي حامد الاسفراييني والوزير أبي القاسم الحسين المغربي وأبي الحسين الحاجب وروى عنه مسعود بن ناصر السجزي .
الأمير المسبحي محمد بن عبيد الله بن أحمد المسبحي بالباء الموحدة المشددة المكسورة والحاء المهملة الحراني الأمير المختار عز الملك أحد الأمراء المصريين وكتابهم وفضلائهم صاحب التاريخ المشهور كان على زي الأجناد واتصل بخدمة الحاكم ونال منه سعادة . وله تصانيف عديدة في الأخبار والمحاضرة والشعراء من ذلك : كتاب التلويح والتصريح في الشعر وهو مائة كراسة ودرك البغية في وصف الأديان والعبادات في ثلاثة آلاف وخمس مائة ورقة وأصناف الجماع ألف ومائتا ورقة والقضايا الصائبة في معاني أحكام النجوم ثلاثة آلاف ورقة وكتاب الراح والإرتياح ألف وخمس مائة ورقة وكتاب الغرق والشرق في ذكر من مات غرقاً أو شرقاً مائتا ورقة وكتاب الطعام والإدام ألف ورقة وقصص الأنبياء عليهم السلام ألف وخمس مائة ورقة وجونة الماشطة يتضمن غرائب الأخبار والأشعار والنوادر التي لم يتكرر مرورها على الأسماع ألف وخمس مائة ورقة ومختار الأغاني ومعانيها وغير ذلك . ومن شعره : .
ألا في سبيل الله قلبٌ تقطعا ... وفادحةٌ لم تبق للعين مدمعا .
أصبراً وقد حل الثرى من أوده ... فلله همٌ ما أشد وأوجعا .
فيا ليتني للموت قدمت قبلها ... وإلا فليت الموت أذهبنا معا .
وتولى المقياس والبهنسا من الصعيد ثم تولى ديوان الترتيب . وله مع الحاكم مجالس ومحاضرات يشهد بها تاريخه الكبير . ولد سنة ست وستين وتوفي سنة عشرين وأربع مائة ابن عمروس المالكي محمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن عمروس أبو الفضل البغدادي الفقيه المالكي . قال الخطيب : انتهت إليه الفتوى ببغداد وحدث روى عنه الخطيب وغيره وكان من القراء المجودين توفي سنة اثنتين وخمسين وأربع مائة