أسعدنا من وفق الله ... لكل فعل منه يرضاه .
ومن رضي من رزقه بالذي ... قدره الله وأعطاه .
واطرح الحرص وأطماعه ... في نيل ما لم يعط مولاه .
طوبى لمن فكر في بعثه ... من قبل أن يدعو به الله .
واستدرك الفارط فيما مضى ... وما نسي والله أحصاه .
ومن طويلة وتوفي سنة إحدى عشرة وخمس ماية .
البصير الموصلي العروضي محمد بن سعيد البصير الموصلي العروضي ذكره عبيد الله بن جرو لأسدي في كتابه الموضح في العروض وقال : ولم أسمع كلاماً في العروض أقوى من كلام شيخ شيخنا أبي جعفر محمد بن سعيد البصير الموصلي فإنه قد برع في كثير من العلوم وكان أبو إسحق الزجاج به معجباً وكان إماماً في استخراج المعمى وله في الشعر رتبة عالية .
ابن سمقة الخوارزمي محمد بن سعيد بن سمقة الخوارزمي بعضهم يقول سمقة بتشديد الميم وبعدها قاف وبعضهم يقوله بالتخفيف كان من أفراد علماء خوارزم وفضلايها وعقلايها صاحب كتاب أخبار خوارزم وكتابه يدل على كمال فضله حدث في كتابه عن إبراهيم بن حديج وأحمد بن محمد بن العباس وأبي عمرو عامر بن محمد بن محمد بن الشاه بن إسحاق وغيرهم ومات سنة تسع وستين وثلث ماية .
الصاحب شمس الدين ابن الجرزي محمد بن سعيد بن ندى الصاحب الوزير شمس الدين الجزري والد محيي الدين محمد المقدم ذكره نشأ نشأة طاهرة واجتهد في تحصيل العلوم فأحظاه ذلك بأن كان من أيمة عصره المشار إليهم يعتمد في المذاهب الشرعية على نهيه وأمره وفوض إليه السلطان معز الدين سنجر شاه ملك الجزيرة العمرية النظر في أمور دولته وسلم إليه أعنة مملكته فقام باعبايها ولم يشذ عن ضبطه شيء من أمورها واشتهر بسداد الرأي وصار له في الديوان العزيز وعند الملوك قبول تام وكان يتوالى الدولة الأيوبية ورجح جانب العادل أخي صلاح الدين على الأفضل ابن أخيه وكانت بينه وبين القاضي بهاء الدين ابن شداد صحبة قديمة من المكتب وأراد صلاح الدين أن يستميله عن خدمة مخدومه وبذل له الأموال الكثيرة فلم يوافق وتوفي ثالث عشر جمادى الآخرة سنة عشر وست ماية واستقل بالأمر بعده ولده الصاحب محيي الدين المقدم ذكره في محمد ابن محمد بن سعيد .
البوصيري محمد بن سعيد بن حماد بن محسن بن عبد الله ابن حياني بن صنهاج بن ملال الصنهاجي شرف الدين أبو عبد الله كان أحد أبويه من بوصير والآخر من دلاص فركب له نسبة منهما وقال الدلاصيري ولكن اشتهر بالبوصيري وكانت له أشياء مثل هذا يركبها من لفظتين مثل قوله في كساء له كساط فقيل له : لم ذا سميته بذلك ؟ قلل : لأني تارة أجلس عليه فهو بساط وتارة أرتدي به فهو كساء وأهل العلم تسمى مثل هذا منحوتاً كقولهم عبشمي نسبة إلى عبد شمس وأظنه كان يعاني صناعة الكتابة في التصرف وباشر ذلك في الشرقية ببلبيس وله تلك القصيدة التي نظمها في مباشري الشرقية التي أولها : .
فقدت طوايف المستخدمينا ... فلم أر فيهم رجلاً أمينا .
فقد عاشرتهم ولبثت فيهم ... مع التجريب من عمري سنينا .
منها : .
فكتاب الشمال هم جميعاً ... فلا صحبت شمالهم اليمينا .
فكم سرقوا الغلال وما عرفنا ... بهم فكأنما سرقوا العيونا .
ولولا ذاك ما لبسوا حريراً ... ولا شربوا خمور الأندرينا .
ولا ربوا من المردان مرداً ... كأغصان يقمن وينحنينا .
وقد طلعت لبعضهم ذقون ... ولكن بعدما نتفوا ذقونا .
وأقلام الجماعة جايلات ... كأسياف بأيدي لاعبينا .
وقد ساوقتهم حرفاً بحرف ... فكل اسم يخطوا منه سينا .
أمولاي الوزير غفلت عما ... يتم من اللئام الكاتبينا .
تنسك معشر منهم وعدوا ... من الزهاد والمتورعينا .
وقيل لهم دعاء مستجاب ... وقد ملأوا من السحت البطونا .
تفقهت القضاة فخان كل ... أمانته وسموه الأمينا .
وما أخشى على أموال مصر ... سوى من معشر يتأولونا .
يقول المسلمون لنا حقوق ... بها ولنحن أولى الآخذينا