وأخذ خمسين بيتاً مفاريد من قول المتنبي وخمسين بيتاً من أشعار العرب وغيرهم ونظم في معنى الماية بيت المذكورة قصيدة من روي اللام ألف وأتى بما في بيت من معنى الحكمة في بيته هو كقول زهير : .
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً .
البيت وقول النابغة : .
ولست بمستبق أخاً لا تلمه ... على شعث أي الرجال المهذب .
فقال ابن شرف : .
لا تسأل الناس والأيام عن خبر ... هما يبثانك الأخبار تطفيلا .
ولا تعاتب على نقص الطباع أخاً ... فإن بدر السما لم يعط تكميلا .
هكذا إلى آخر الماية فأجاد وما أحسن قوله من أبيات : .
لو كان خلقك لليالي لم يزل ... جسم الثرى وعليه ثوب ربيع .
سلك الورى آثار فضلك فانثنى ... متكلف عن مسلك مطبوع .
أبناء جنسك في الحلى لا في العلى ... واقول قولاً ليس بالمدفوع .
أبداً ترى البيتين يختلفان في ال ... معنى ويتفقان في التقطيع .
تسلق على معنى المتنبي في قوله : .
فإن تفق الأنام وأنت منهم ... فإن المسك بعض دم الغزال .
واختلسه اختلاساً خفيا وأتى به قمراً بهيا وسيأتي في ترجمتة المتنبي إن شاء الله تعالى ما عندي من أقوال الشعراء في هذه المادة وقال ابن شرف أيضاً : .
احذر محاسن أوجه فقدت محا ... سن أنفس ولو أنها أقمار .
سرج تلوح إذا نظرت فإنها ... نور يضئ وإن مسست فنار .
وقال أيضاً : .
قالوا تصاهلت الحمي ... ر فقلت إذ عدم السوابق .
خلت الدسوت من الرخا ... خ ففرزنت فيها البيادق .
وقال في عود والمعنى مشهور : .
سقى الله أرضاً أنبتت عودك الذي ... زكت منه أغصان وطابت مغارس .
تغنى عليها الطير وهي رطيبة ... وغنى عليها الناس والعود يابس .
وقال مضمناً في الخيار : .
خيار يحيينا خيار الورى به ... بأيدي المهى في أخضر الحبرات .
لفقن على ألأيدي الأكمة سترة ... فأذكرننا ما قيل في الخفرات .
يخبين أطراف البنان من التقى ... ويطلعن شطر الليل معتجرات .
وقال أيضاً : .
إذا صحب الفتى جد وسعد ... تحامته المكاره والخطوب .
ووافاه الحبيب بغير وعد ... طفيلياً وقاد له الرقيب .
وعد الناس ضرطته غناء ... وقالوا إن فسا قد فاح طيب .
وقال فيمليح اسمه عمر : .
يا أعدل الأمة اسماً كم تجور على ... فؤاد مضناك بالهجران والبين .
أظنهم سرقوك القاف من قمر ... وأبدلوها بعين خيفة العين .
ومن كلامه : أذى البراغيث إذا البرى غيث وقال أيضاً : .
يا ثاوياً في معشر ... قد اصطلى بنارهم .
إن تبك من شرارهم ... على يدي شرارهم .
أو ترم من أحجارهم ... وأنت في أحجارهم .
فما غنيت جارهم ... ففي هواهم جراهم .
وأرضهم في أرضهم ... ودارهم في دارهم .
ابن الرزاز محمد بن سعيد بن محمد أبو سعيد ابن الرزاز العدل ولد سنة إحدى وخمس ماية ببغداد وسمع الحديث وكان أديباً فاضلاً توفي في ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين خمس ماية كتب غليه بعض أصحابه أبياتاً فأجاب عنها بقوله : .
يا من أياديه تغني عن تعددها ... وليس يحصي مداها من له يصف .
عجزت عن شك رما أوليت من كرم ... وصرت عبداً ولي في ذلك الشرف .
أهديت منظوم شعر كله درر ... وكل ناظم عقد دونه يقف .
إذا أتيت ببيت منه كان له ... قصراً ودر المعاني فوقه شرف .
وإن أتيت أنا بيتاً يناقضه ... أتيت لكن ببيت سقفه يكف .
ما كنت منه ولا من أهله أبداً ... وإنما حين أدنو منه أقتطف .
قلت : نظم منحط في الطبقة الوسطى توفي المذكور في ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين وخمس ماية ورتب ناظراً ي ديوان التركات الحشرية فلم تحمد طريقته وصار يضرب به المثل في الظلم والجور