وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ولم يخص النوى دو اللقا سهر ... حتى أعلل طول الليل بالسهر .
وإنما عيشي الصافي بقربكم ... تبدل الآن منه الصفو بالكدر .
ابن ابن العميد الوزير علي بن محمد بن الحسين بن محمد بن أبي الفضل هو الوزير أبو الفتح ابن العميد تقدم ذكر والده . كان وزير ركن الدولة بعد أبيه أبي الفضل وتولى ذلك وسنه اثنتان وعشرون سنة . وكان ذكياً متوقداً أديباً متوسطاً وله نظم وترسل . لكنه ولد نعمة شديد العجب والدالة . وحمل النفس على ما تدعوه إليه الحداثة . فسد رأي عضد الدولة فيه فلما توفي ركن الدولة وسار مؤيد الدولة من إصبهان إلى الري استصحب معه الصاحب بن عباد كاتبه وأقرأ أبا الفتح ابن العميد على حملته ورتبه في منزلته وقدمه ومكنه . فاستمر على عادته في الإدلال والاستبداد والمضي على وجهه في كل الأحوال . فاستوحش منه مؤيد الدولة وترددت بينه وبين عضد الدولة مكاتبات ومراسلات في بابه . فقبض عليه مؤيد الدولة في شهر ربيع الأول سنة ست وستين وثلاث مائة . ولما حبس وعذب لاستخراج الأموال سملت عينه وجزت لحيته وجدع أنفه ففتق جيب جبته وأخرج منه رقعة تشتمل على ودائع أمواله وذخائره فألقاها في النار وقال للموكل به : اصنع ما شئت فو الله لا يصل إليكم من أموالي المستورة حبة واحدة . فما زال يعذبه إلى أن مات . وقد ذكر أبو حيان التوحيدي سبب القبض عليه مستوفى وأورده ياقوت في ترجمة أبي الفتح ابن العميد وأنشد في آخر حاله : من البسيط .
راعوا قليلاً فليس الدهر عبدكم ... كما تظنون والأيام تنتقل .
ومن شعره وهو في الحبس : من السريع .
بدل من صورتي المنظر ... لكنه ما بدل المخبر .
وليس لي حزن على فائت ... لكن على من ليس يستعبر .
وواله القلب بما مسني ... مستخبر عني فلا يخبر .
فقل لمن سر بما ساءني ... لا بد للمسلك أن يعبر .
ووجد على حائط محبس ابن العميد بعد قتله : من الخفيف .
ملك شد لي عرى الميثاق ... بأمان قد سار في الآفاق .
لم يحل رأيه ولكن دهري ... حال عن رأيه فشد وثاقي .
فقرى الوحش من عظامي ولحمي ... وسقى الأرض من دمي المهراق .
فعلى من تركته من قريب ... أو حبيب تحية المشتاق .
وفي بني العميد يقول القائل : من الوافر .
مررت على ديار بني العميد ... فألفيت السعادة في خمود .
فقل للشامت الباغي رظويداً ... فإنك لم تبشر بالخلود .
وكان أبوه أبو الفضل قد جعل عليه عيوناً يرصدونه ويطالعونه بأخباره ومتجدداته . فقال له بعضهم : إنه الليلة كتب إلى فلان يستدعي منه شراباً . فحمل ذلك إليه ما يحتاجه من نقل ومشموم ومشروب فدس أبوه إلى ذلك الرجل من يأتيه بالورقة فأتاه بها وإذا فيها بخطه بعد البسملة : قد اغتنمت الليلة أطال الله بقاء سيدي ومولاي رقدة من عين الدهر وانتهزت فيها فرصة من فرص العمر وانتظمت مع أصحابي في سمط الثريا فإن لم تحفظ علينا النظام بإهداء المدام عدنا كبنات نعش والسلام .
فاستطير أبوه فرحاً وإعجاباً بهذه الرقعة البديعة وقال : الآن ظهر لي أثر براعته ووثقت بجريه في طريقي ونيابته منابي ووقع لي بألفي دينار .
لئن كففت وإلا ... شققت منك ثيابي .
فأصغى أبو الفتح وقال في الوقت : من المجتث .
يا مولعاً بعذابي ... أما رحمت شبابي ؟ .
تركت قلبي تيهاً ... نهب الأسى والتصابي .
إن كنت تنكر ما بي ... من ذلتي واكتئابي .
فارفع قليلاً قليلاً ... عن العظام ثيابي .
ومن شعره : من الطويل .
يقول لي الواشون كيف تحبها ؟ ... فقلت لهم : بين المقصر والغالي .
ولولا حذاري منهم لصدقتهم ... وقلت : هوى لم يهوه قط أمثالي .
وكم من شفيق قال : ما لك واجماً ؟ ... فقلت : أبى مالي وتسألني مالي ؟ .
ومن شعره : من الكامل .
إني متى أهزز قناتي تنتثر ... أوصالها أنبوبة أنبوبا .
أدعو بعاليها العلى فتجيبني ... وأقي بحد سنانها المهروبا .
ومن شعره : من الكامل