علي بن علي بن هبة الله بن محمد بن علي بن البخاري أبو طالب بن أبي الحسين بن أبي البركات . نشأ ببغداد وتفقه على أبي القاسم ابن فضلان وسمع من أبي الوقت وغيره . ودخل بلاد الروم وأقام باقصرا عند والده وكان قاضياً هناك نحواً من عشرين سنة ثم عاد إلي بغداد وقلده الناصر القضاء ببغداد . وخوطب بأقضى القضاة ولم يزل كذلك إلى أن توفي قاضي القضاة أبو الحسن علي بن أحمد الدامغاني فتقلد ابن البخاري قضاء القضاة وناب في الوزارة وجلس بديوان المجلس وعزل عن النيابة والقضاء وألزم بيته . ثم أعيد إلى قضاء القضاة . ولم يزل على ذلك إلى أن جاء نعي الوزير ابن القصاب فناب ابن البخاري في الوزارة . وبقي كذلك إلى أن تولى نيابة الوزارة نصير الدين ابن مهدي العلوي نقيب الطالبيين . فاستقل ابن البخاري بقضاء القضاة إلى أن توفي سنة ثلاث وتسعين وخمس مائة . وكان فقيهاً فاضلاً جيد المناظرة فيه دهاء وحسن تدبير ومعرفة بالأمور ولم يكن محمود الطريقة في الحكم ولا مرضي السيرة .
أبو المجد ابن الناصر العلوي الحنفي علي بن علي بن يحيى بن محمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن الحسن الناصر الكبير الأطروش بن علي بن الحسن بن علي بن عمر الأشرف بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو المجد . كان من أعيان فقهاء الحنفية . درس بجامع السلطان بعد وفاة الأمير السيد . وكان متديناً حسن الاعتقاد . سمع من محمد بن عبد الباقي الأنصاري وحدث باليسير . حبس أبو المجد في الديوان لسبب فرأى الإمام الناصر في المنام امرأة تقول له : أطلق ولدي من الحبس . فقال لها : من أنت ومن ولدك ؟ قالت : أنا فاطمة بنت رسول الله A وولدي ابن الناصر فأمر بإطلاقه في الحال وخلع عليه وذكر له المنام فبكى وقال : والله ما فرحت بإطلاقي وتشريفي كفرحي بصحة نسبي ووإقرار السيدة أنني من ولدها . ولد سنة خمس عشرة وخمس مائة وتوفي سنة أربع وتسعين وخمس مائة . ومن شعره : من الكامل .
كل الأمور شواغل وقواطع ... فتخل عنها أيها الرجل .
وكل الأمور إلى مدبرها ... وخف الفوات فقد دنا الأجل .
الأمير نور الدين ابن الظاهر علي بن علي بن محمد بن غازي بن يوسف بن أيوب الأمير هو نور الدين ابن الملك الظاهر ابن الملك العزيز ابن الملك الظاهر ابن السلطان صلاح الدين . كان شاباً بديع الجمال تام الخلقة . كريماً شجاعاً رئيساً . توفي سنة ثمانين وست مائة . وأمه يومئذ زوجة البيسري وعمره نيف عن عشرين سنة .
العلامة سيف الدين الآمدي الشافعي علي بن أبي علي بن محمد بن سالم بن محمد العلامة سيف الدين الآمدي التغلبي الشافعي . قال قاضي القضاة شمس الدين ابن خلكان في بعض تعاليقه : ما عسى أن يقال في أعجوبة الدهر وإمام العصر وقد ملأت تصانيفه الأسماع ووقع على تقدمه وفضله الإجماع . إمام علم الكلام ومن أقر له فيه الخاص والعام صاحب المصنفات المشهورة والتعاليق المذكورة ومن أكبر جهانذة الإسلام ومن يرجع إلى قوله في الحل والإبرام والحلال والحرام . من الوافر .
إذا قالت حذام فصدقوها ... فإن القول ما قالت حذام .
ولد بآمد سنة أحدى وخمسين وخمس مائة ولما بلغ أربع عشرة سنة انحدر إلى بغداد واشتغل على الإمام أبي الفتح نصر بن فتيان ابن المني الحنبلي في الخلاف على مذهبه مدة ثم صحب الإمام العلامة أبا القاسم يحيى بن أبي الحسن علي بن الفضل بن هبة الله بن بركة البغدادي ابن فضلان الشافعي وأخذ عنه الخلاف وتميز فيه وحفظ طريقة الشريف والزوائد لأسعد الميهني . وحفظ أربعين جدلاً على ما قيل . وقدم إلى حلب واجتمع بالشهاب السهروردي الحكيم المقتول وحكى عنه أنه قال : رأيت كأني شربت البحر وهذا المنام رآه ابن تومرت وعزم على الدخول إلى الديار المصرية . أخبرني عنه بعض أصحابه أنه سمعه يقول :