وددت أن ودك لاينثنى ... يزور فقداني لو مت .
فحاكمني إلى بعض علما ينا فقضى له وأنا أرى أني قد ظلمت فلما رجعت إلى النظر وجدت كلام صاحبنا أوجز قلت : احسن من قوليهما قول الآخر : .
كأننا في فلك داير ... فأنت تخفى وأنا اظهر .
قال : وكان كثيرا ما يجالسنا غلام مليح ذو خال تحت لحيه فنظر محمد يوما وأشار إلى الخال ثم اطرق ساعة ففهمت عنه أنه يصنع شيئاً فصنعت بيتين وأمسكت عنهما خوف الوقوع دونه فلما رفع رأسه قال اسمع وأنشد : .
يقولون لم من تحت صفحة خده ... تنزل خال كان منزله الخد .
فقلت رأى بهو الجمال فهابه ... فحط خضوعا مثلما خضع العبد .
فقلت أحسنت أحسن الله إليك ولكن اسمع قال وصنعت شيئاً قلت نعم وأنشدته : .
حبذا الخال كاينا منه بين ال ... جيد والخد رقبة وحذارا .
رام تقبيله اختلاسا ولكن ... خاف من لحظ طرفه فتوارى .
فقال فضحتنى قطع الله لسانك واشتد ضجره وادرد له : .
ملكت لضيق معرفتي زماناً ... إلى أن كان لي في الدهر سر .
فصرت مكاتبا بالحجب عنه ... إذا احكمت فضلاً مر شهر .
فلم اعجز فصرت مليك امرى ... ومن وفى الكتابة فهو حر .
وأورد له وقايع جرت منه تدل على ما كان فيه من اللوثة .
ابن حبيب الأخباري محمد بن حبيب أبو جعفر صاحب كتاب المحبر اخباري صدوق واسع الرواية عارف بأيام الناس وهو ابن ملاعنة نسب إلى أمه توفي سنة خمسين وماتين وكتبه صحيحة وروى كتب قطرب وابن الكلبي وابن الأعرابي وله كتاب الموشى وغير ذلك قال أبو الحسن ابن أبي رؤية عبرت إلى ابن حبيب في مكتبه وكان يعلم ولد العباس بن محمد في شكوك شككت فيها وروى محمد بن موسى البربري عن ابن حبيب قال إذا قلت للرجل ما صناعتك فقال معلم فاصفع وأنشد ابن حبيب : .
أن المعلم لا يزال معدما ... لو كان علم آدم الأسماء .
من علم الصبيان صبوا عقله ... حتى بنى الخلفاء والخلفاء .
قال المرزباني : وكان محمد بن حبيب يغير على كتب الناس فيدعيها ويسقط أسماءهم فمن ذلك الكتاب الذي ألفه اسمعيل بن أبي عبيد الله واسم أبي عبيد الله معوية وكنيته هي الغالبة على اسمه فلم يذكرها لئلا يعرف وابتدأ فساق كتاب الرجل من أوله إلى آخره ولم يغير فيه حرفا ولا زاد فيه وقال محمد ابن اسحق : ولابن حبيب من الكتب : كتاب النسب المنمق وهو الأمثال على افعل السعود والعمود العماير والرباع الموشح المختلف والمؤتلف في أسماء القبايل غريب الحديث والأنواء المشجر من استجيبت دعوته المهذب في أخبار الشعراء وطبقاتهم نقايض جرير وعمر بن لجأ نقايض جرير والفرزدق المفوف تاريخ الخلفاء من سمى ببيت قاله مقاتل الفرسان الشعراء وأنسابهم كتاب العقل كنى الشعراء السمات أيام جرير التي ذكرها في شعره أمهات أعيان بني عبد المطلب أمهات السبعة من قريش الخيل النبات القاب القبايل المقتبس الأرحام التي بين النبي عليه السلام وأصحابه سوى العصبة ألقاب اليمن ومصر وربيعة القبايل الكبيرة والأيام جمعه للفتح بن خاقان وجمع للعرب عدة دواوين .
الأبرش الحمصي محمد بن حرب الخولاني الأبرش الحمصي كاتب الزبيدي أبو عبد الله قيل أنه ولى قضاء دمشق وثقه ابن معين وغيره وروى عنه الجماعة وتوفي سنة أربع وتسعين وماية .
محمد بن حرب بن عبد الله النحوي الحلبي أبو المرجا أحد أعيان حلب المشهورين بعلم الأدب توفي سنة ثمانين وخمس ماية أو ما يقارب ذلك قال رأيت في النوم إنساناً ينشدني هذا البيت : .
اروم عطا الأيام والدهر مهلكي ... ممر لها والدهر وهي عطاها .
فأجزته بأبيات : .
أيا طالب الدنيا الدنية أنها ... سترديك يوماً أن علوت مطاها .
صن النفس لا تركن إليها فإن ابت ... فردد عليها آي آخر طه .
ودع روضة الآمال والحرص أنه ... إذا ردع النفس الهدى بسطاها .
فلا بد يوماً أن تلم ملمة ... فتنشط منا عقدة نشطاها .
وقال في الزمان : .
ولما فضضت الختم عنهن لاح لي ... فصوص عقيق في بيوت من التبر