يقول : عليك بالزهد فإن الزهد على الزاهد أحسن من الحلى على الناهد وقال : ما حلفت بالله لا صادقاً ولا كاذباً وقال الحميدي : قدم الشافعي صنعاء فضربت له خيمة ومعه عشرة آلاف دينار فجاء قوم فسألوه فما قلعت الخيمة ومعه منها شيء وقال ابن عبد الحكم : كان الشافعي أسخى الناس بما يجد وقال الشافعي : خرجت إلى اليمن وكان بها وال غشوم من قبل الرشيد فكنت أمنعه من الظلم وآخذ على يده وكان باليمن سبعة من العلوية ولا امر لي معه ولا نهى فكتب إليه بحملنا جميعا فحملنا فضربت رقاب العلوية ونظر إلي فوعظته فبكى وقال من أنت فقلت المطلبي فأعجبه كلامي وأعطاني خمسين ألفاً ففرقتها في حجابه وأصحابه ومن على بابه وقال لي ألزم بابي ومجلسي وكان محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة جيد المنزلة عنده فجالسته وعرفت قوله ووقعت منه موقعاً فكان إذا قام ناظرت أصحابه فقال لي يوماً ناظرني قلت أجلك عن المناظرة قال لا قل قلت ما تقول في رجل غصب ساحة فبنى عليها داراً قيمتها ألف دينار فجاء صاحبها فأقام البينة أنها ساحته قال له قيمتها ولا تقلع قلت ولم قال لقوله عليه السلام لا ضرر ولا اضرار في الدين قلت الغاصب أدخل الضرر على نفسه ثم قال محمد ما تقول في من غصب خيط ابريسم فخاط به بطن نفسه فجاء أنسان أقام البينة أن هذا الخيط له أينزع من بطنه قلت لا قال ناقضت قولك قلت لا تعجل هذا الضرر أعظم وأوردت عليه لوح السفينة ومسايل من هذا الجنس وكان وروده إلى بغداذ سنة خمس وتسعين وماية فأقام بها شهراً وخرج إلى مصر وكان وصوله إليها سنة تسع وتسعين ولم يزل بها إلى أن مات وقال الربيع : كنت أنا والمزني والبويطي عند الشافعي فقال لي أنت تموت في الحديد وقال للمزني لو ناظر الشيطان قطعه وجدله وقال للبويطي أنت تموت في الحديد فدخلت على البويطي أيام المحنة فرأيته مقيداً مغلولاً وقال الشافعي : خرجت إلى اليمن في طلب كتب الفراسة حتى متبتها جميعها وقيل أنه نظر في التنجيم فجلس يوماً وأمرأته في الطلق فقال تلد جارية عوراء على فرجها خال أسود تموت إلى كذا وكذا فكان الأمر كما قال فجعل على نفسه أن لا ينظر في التنجيم أبداً ودفن تلك الكتب وقال المزني : قدم علينا الشافعي فأتاه ابن هشام صاحب المغازي فذاكره أنساب الرجال فقال له الشافعي بعد أن تذاكرا دع عنك أنساب الرجال فإنها لا تذهب عنا وعنا وخذ بنا في أنساب النساء فلما أخذا فيها بقي ابن هشام ساكتاً وقال ما ناظرت أحداً على الغلبة وبودي أن جميع الخلق تعلموا هذا الكتاب يعنى كتبه على أن لا ينسب إلى منها شيء قال هذا يوم الأحد ومات يوم الخميس وقيل يوم الجمعة وأنصرف الناس من جنازته ليلة الجمعة فرأوا هلال شعبان سنة أربع وماتين C ورضي عنه وله ثمان وخمسون سنة وقال ابن أبي حاتم : ثنا الربيع حدثني أبو الليث الخفاف وكان معدلا حدثني العزيزي وكان متعبداً قال رأيت ليلة مات الشافعي كأنه يقال لي مات النبي A في هذه الليلة فأصبحت فقيل مات الشافعي C قال سفين بن وكيع : رأيت فيما يرى النايم كان القيامة قد قامت والناس في أمر عظيم إذا بدر لي أخي فقلت ما حالكم قال عرضنا على ربنا قلت فما حال أبي قال غفر له وأمر به إلى الجنة قلت فمحمد بن أدريس قال حشر إلى الرحمن وفداً وألبس حلل الكرامة وتوج بتاج البهاء وقال أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الترمذي : رأيت في المنام النبي A في مسجده بالمدينة كأني جئت إليه وقلت يرسول الله أكتب رأى أبي حنيفة قال لا قلت أكتب رأى مالك قال لا تكتب منه إلا ما وافق حديثي قلت أكتب رأى الشافعي فقال بيده هكذى كأنه أنتهرني وقال تقول رأى الشافعي أنه ليس برأى ولكنه رد على من خالف سنتي وقال الشيخ شمس الدين : وقد روى عن جماعة عديدة نحو هذه القصة والتي قبلها في أنه غفر له وساق منها الحافظ ابن عساكر جملة وقال الربيع بن سليمان : رأيته في المنام فقلت يابا عبد الله ما فعل الله بك قال أجلسني على كرسي من ذهب ونثر علي اللؤلؤ الرطب وكان الشافعي Bه نحيفا خفيف العارضين يخضب بالحناء قال الربيع بن سليمان : كان الشافعي به علة البواسير ولا يبرح الطست تحته وفيه لبدة محشوة وما لقي أحد من السقم ما لقي وقال ابن عبد الحكم : كان لا يستطيع أن يقرب النساء للبواسير