وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

واتصل البهاء بعده بخدمة الناصر بالشام وله فيه مدائح . ثم رجع إلى القاهرة ولزم بيته يبيع كتبه وموجوده . ثم انكشف حله بالكلية ومرض أيام الوباء ومات . وقيل إنه ترك مكاتبات الديوان في الديوان وفيهما جواب الناصر داود . فحضر الدوادار وطلب الكتب للعلامة والبهاء زهير غائب . فدفعهما إليه فخر الدين بن لقمان فيما أظن فدخل بها إلى السلطان فتأملها وعلم عليها . وكتب بين السطور في جواب الناصر داود : يا بهاء الدين هذا ما يكتب إليه بغير هذا وداهنه ولا تبدي له شيئاً مما عندنا أو قال كلاماً هذا معناه . وفعل الصالح ذلك بناء على أن البهاء زهيراً يقف على الكتاب ويقرأ ما كتبه السلطان ويفك الأوصال ويغير الكتب على ما أراده . ثم إن الدوادار أحضر الكتب إلى الديوان وسفر فخر الدين لقمان القاصد إلى الناصر بجوابه ولم يقف عليه هذا كله وبهاء الدين زهير غائب . فلما وقف الناصر على جواب الصالح ورأى خطه جهز إلى الصالح يقول له : هكذا تكون الملوك وأيمانهم وأنت تبطن خلاف ما تظهر . وذكر له ما كتبه في جوابه بخطه . فلما وقف الصالح على ذلك استشاط غضباً وطلب البهاء زهيراً وقال له : أنا أعلم أنك أنت ما فعلت هذا معي ولكن قل لي من هو الذي اعتمد هذا لأقطع يده . فقال : يا خوند ما فعله إلا أنا . فألح عليه فأصر على الإنكار . فقال له : أنت لك علي حق خدمة وأنا ما آذيك ولكن خل لي هذه البلاد ورح . فخرج من مصر وعطل ولم يقل عن فخر الدين بن لقمان ما فعل . والله أعلم بصحة غضب الصالح عليه .
وكان البهاء زهير فيما يذكر أسود قصيراً شيخاً بذقن مقرطمة وكان غريب الشكل . فكان يسلك مسلك ابن الزبير في وضع الحكايات على نفسه ظرفاً منه ولئلا يدع لأحد عليه كلاماً يتهكم به . وحكاياته في ذلك مشهورة . منها أنه حكى لجماعة الديوان قال : جاءت اليوم امرأة ما رأيت في عمري أحسن منها وراودتني على ذلك الفعل فلما كان ما كان أردت أن أدفع إليها شيئاً من الذهب فقالت : ما فعلت هذا لحاجة ولكن أرأيت في عمرك أحسن مني ؟ فقلت : لا والله . فقالت : إن زوجي يدعني ويميل إلى واحدة ما رأيت في عمري أوحش منها .
فلما عذلته ونهيته وما انتهى أردت مكافأته وقد فتشت هذه المدينة فلم أر فيها أوحش منك ففعلت معك هذا مقابلة لزوجي كونه تركني ومال إلى أوحش من في هذه المدينة . فقلت لها : أنا ها هنا كلما اجتمع زوجك بتلك تعالي أنت إلي .
وأنا أعتقد أن ذلك لم يقع وإنما أراد بهاء الدين زهير بذلك أن يتظرف ويسبق الناس إلى التندير عليه C وسامحه .
وكتابته جيدة قوية مصقولة مليحة منسوبة . رأيت بخطه نسختين بالأمثال للميداني . وخطه عندي على بعض مجلداته .
وذكر القاضي شمس الدين أحمد بن خلكان أنه اجتمع به وأثنى عليه ثناءً كثيراً في ترجمته في تاريخه . وروى عنه شهاب الدين القوصي عدة قصائد والدمياطي وغيرهما .
نقلت من خط شهاب الدين القوصي في المعجم قال : أنشدني بهاء الدين أبو الفضائل لنفسه : من الطويل .
وحقكم ما غير البعد عهدكم ... وإن حال حال أو تغير شان .
فلا تسمعوا فينا بحقكم الذي ... يقول فلان عندكم وفلان .
لدي لكم ذاك الوفاء بحاله ... وعندي لكم ذاك الوداد يصان .
وما حل عندي غيركم في محلكم ... لكل حبيب في الفؤاد مكان .
ومن شغفي فيكم ووجدي أنني ... أهون ما ألقاه وهو هوان .
ويحسن قبح الفعل إن جاء منكم ... كما طاب ريح العود وهو دخان .
قال وأنشدني لنفسه : من الوافر .
حبيبي عينه قالوا تشكت ... وذلك لو دروا عين المحال .
أتشكو عينه ألماً وفيها ... يقال أصح من عين الغزال .
ولكن أشبهت لون الحميا ... كما أشبهتها في الفعال .
قال وأنشدني لنفسه : من مجزوء الكامل .
وافى كتابك وهو بال ... أشواق عني يعرب .
قلبي لديك أظنه ... يملي عليك فتكتب .
قال وأنشدني لنفسه : من مجزوء الرمل .
كلما قلت خلونا ... جاءنا الشيخ الإمام .
فاعترفنا كلنا من ... ه انقباض واحتشام .
فهو في المجلس فدم ... ولنا فهو فدام .
وعلى الجملة فالشي ... خ ثقيل والسلام