وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

خلعت علي بها الأراكة ظلها ... والغصن يصغي والحمام يحدث .
والشمس تجنح للغروب مريضة ... والرعد يرقى والغمامة تنفث .
وقول الرصافي : من البسيط .
غزيل لم تزل في الغزل جائلة ... بنانه جولان الفكر في الغزل .
جذلان تلعب بالمحواك أنمله ... على السدى لعب الأيام بالدول .
ما إن يني تعب الأطراف مشتغلاً ... أفديه الظبي في أشراك محتبل .
لا يشق فيها غبارهم ولا تلحق إلا آثارهم وأما مثل قول ابن المعلم الواسطي : من الكامل .
رحلوا بأفئدة الرجال وغادروا ... بصدورها فكراً هي الأشجان .
واستقبلوا الوادي فأطرقت المهى ... وتحيرت بغصونها الكثبان .
فكأنما اعترفت لهم بقدودها ... الأغصان أو بعيونها الغزلان .
وقول ابن التعاويذي : من البسيط .
إن قلت جرت على ضعفي يقول متى ... كان المحب من المحبوب منتصفا .
أو قلت أتلفت روحي قال لا عجب ... من ذاق طعم الهوى يوماً فما تلفا .
قد قلتم الغصن ميال ومنعطف ... فكيف مال على ضعفي وما عطفا .
فطراز لا يلم له أهل بلادكم . فقلت : المحاسن - أعزك الله - مقسمة وفي المغاربة من تنفث من أشعاره أسحار الكلام وتنم عليها أسرار الغرام مثل الوزير أبي الوليد ابن زيدون في قصيدته التي منها : من البسيط .
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا ... شوقاً إليكم ولا جفت مآقينا .
وسرد ابن سعيد القصيدة . قال : ثم أمسكت . فقال : ما أنشأت أندلسكم مثل هذا الرجل في الطريقة الغرامية وأظنه كان صادق العشق .
قلت : نعم كان يعشق أعلى منه قدراً وأرق حاشية وألطف طرفاً وهي ولادة بنت المستكفي المرواني . علقها بقرطبة حضرة الملك . ثم إن ابن سعيد قص عليه ذكر جماعة من المغرب وذكر انفصاله من ذلك المجلس ثم قال : ووصلت إلى ميعاده فوجدته بخزانة كتبه فكانت أول خزانة ملوكية رأيتها لأنها تحتوي على خمسة آلاف سفر ونيف . وذكر أنه أمره بحفظ أشعار التلعفري والحاجري وأنه قال له يوماً : أجز : فقلت : .
يا بان وادي الأجرع .
سقيت سحب الأدمع .
فقال له : قاربت ولكن طريقتنا أن تقول : .
هل ملت من شوقي معي .
فقلت : الحق ما عليه غطاء هذا أولى . ولازمته بعد ذلك نحو ثلاث سنين أنشده في أثنائها ما يتزيد لي إلى أن أنشدته قولي : من البسيط .
وا طول شوقي إلى ثغور ... ملى من الشهد والرحيق .
عنها أخذت الذي تراه ... يعذب في شعري الرقيق .
فارتاح وقال : سلكت جادة الطريق ما تحتاج إلى دليل . انتهى .
وكان بهاء الدين زهير كريماً فاضلاً حسن الأخلاق جميل الأوصاف . خدم الصالح أيوب وسافر معه إلى الشرق . فلما ملك مصر بلغه أرفع المراتب ونفذه رسولاً إلى الناصر صاحب حلب يطلب منه أن يسلم إليه عمه الصالح إسماعيل . فقال : كيف أسيره إليه وقد استجار بي وهو خال أبي ليقتله ؟ فرجع البهاء زهير بذلك . فعظم على الصالح وسكت على حنق . ولما صار مريضاً على المنصورة تغير على البهاء زهير وأبعده لأنه كان كثير التخيل والغضب والمعاقبة على الوهم ولا يقبل عثرة والسيئة عنده ما تغفر