وهو إذا حققت تعريفه ... عرفت منه منزل البدر .
بواحد عدّوا له سبعةً ... تقيس ذيل الليل بالشّبر .
فاعذر أخي اليوم إن قصّرت ... بديهتي واقبل لها عذري .
فليس بالألغاز لي عادة ... ولا غزا في جيشها فكري .
وكتبت إليه مع ضحايا : .
أيا سيداً أرجو دوام ظلاله ... علينا وأن يمسي بخيرٍ كما يضحي .
وحقك ما هذي ضحايا بعثتها ... ولكنني سقت الأعادي إلى الذبح .
فكتب الجواب عن ذلك : .
أتتني ضحاياك التي قد بعثتها ... لتصبح كالأعداء في بكرة الأضحى .
وحقّك أعدانا كلاب جميعهم ... وحاشاك لا تجزي الكلاب لمن ضحّى .
وكتب إلّي ملغزاً في زبيدة : .
أيها الفاضل الذي حاز فضلاً ... ما عليه لمثله من مزيد .
قد تدانى عبد الرحيم إليه ... وتناءى لديه عبد الحميد .
أيُّ شيء سمّي به ذات خدر ... تائهٍ بالإماء أو بالعبيد .
هو وصف لذات سترٍ مصونٍ ... وهي لم تخف في جميع الوجود .
مذ مضى حينها بها ليس تأتي ... وهي تأتي مع الربيع الجديد .
وهو مما يبشّر الناس طرّاً ... منه مأتى وكثرة في العديد .
وحليم أراده لا لذاتٍ ... بل لشيءٍ سواه في المقصود .
ذاك شيءٌ من ارتجاه سيفهٌ ... وهو شيءٌ مخصّصٌ بالرشيد .
فكتبت الجواب إليه : .
يا فريداً ألفاظه كالفريد ... ومجيداً قد فاق عبد المجيد .
وإمام الأنام في كلّ علمٍ ... وشريكاً في الفضل للتوحيدي .
علم العالمون فضلك بالعل ... م وقال الجهّال بالتقليد .
من تمنى بأن يرى لك شبهاً ... رام نقضاً بالجهل حكم الوجود .
طال قدري على السّماكين لما ... جاءني منك عقد دُرٍّ نضيد .
شابه الدّرّ في النظام ولّما ... شابه السحر شاب رأس الوليد .
هو لغزٌ في ذات خدرٍ منيع ... نزلت في العلى بقصر مشيد .
هي أمّ الأمين ذات المعالي ... من بني هاشم ذوي التأييد .
أنت كنت الهادي لمعناه حقاً ... حين لوّحت لي بذكر الرشيد .
دمت تهدي إليّ كل عجيبٍ ... ما عليه في حسنه من مزيد .
وقال يوماً ونحن بين يديه جماعة : أجيزوا المصراع الثاني من البيت الأول .
وخدًّ فوقه صدغ ... فمحمرٌّ ومخضر .
ومبيضٌّ ومسودٌّ ... فمحمر ومخضر