في جماعة من أهل بيته وذلك كله عن مشورة موسى بن نصير حين قدم عليه من بلاد المغرب والصحيح أنه قدم في أيام أخيه الوليد والله أعلم .
قال ابن أبي الدنيا حدثني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الكوفي عن جابر بن عون الأسدي قال أول كلام تكلم به سليمان بن عبد الملك حين ولى الخلافة أن قال الحمد لله الذي ما شاء صنع وما شاء رفع وما شاء وضع ومن شاء أعطى ومن شاء منع إن الدنيا دار غرور ومنزل باطل وزينة تقلب تضحك باكيا وتبكي ضاحكا وتخيف آمنا وتؤمن خائفا تفقر مثريها وتثري فقيرها ميالة لاعة بأهلها يا عباد الله اتخذوا كتاب الله إماما وارضوا به حكما واجعلوه لكم قائدا فإنه ناسخ لما قبله ولم ينسخه كتاب بعده اعلموا عباد الله أن هذا القرآن يجلو كيد الشيطان وضغائنه كما يجلو ضوء الصبح إذا تنفس أدبار الليل إذا عسعس وقال يحيى بن معين عن حجاج بن محمد عن أبي معشر عن محمد بن قيس قال سمعت سليمان بن عبد الملك يقول في خطبته فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه وقال حماد بن زيد عن يزيد بن حازم قال كان سليمان بن عبد الملك يخطبنا كل جمعة لا يدع أن يقول في خطبته وإنما أهل الدنيا على رحيل لم تمض لهم نية ولم تطمئن بهم حتى يأتي أمر الله ووعده وهم على ذلك كذلك لا يدوم نعيمها ولا تؤمن فجائعها ولا تبقى من شر أهلها ثم يتلو أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون وروى الأصمعي أن نقش خاتم سليمان [ كان ] آمنت بالله مخلصا وقال أبو مسهر عن أبي مسلم سلمة بن العيار الفزاري قال كان محمد بن سيرين يترحم على سليمان بن عبد الملك ويقول افتتح خلافته بخير وختمها بخير افتتحها بإجابة الصلاة لمواقيتها وختمها باستخلافه عمر بن عبد العزيز .
قد أجمع علماء الناس والتواريخ أنه حج بالناس في سنة سبع وتسعين وهو خليفة قال الهيثم ابن عدي قال الشعبي حج سليمان بن عبد الملك فلما رأى الناس بالموسم قال لعمر بن عبد العزيز ألا ترى هذا الخلق الذي لا يحصى عددهم إلا الله ولا يسع رزقهم غيره فقال يا أمير المؤمنين هؤلاء رعيتك اليوم وهم غدا خصماؤك عند الله فبكى سليمان بكاء شديدا ثم قال بالله أستعين وقال ابن أبي الدنيا ثنا إسحاق بن إسماعيل ثنا جرير عن عطاء بن السائب قال كان عمر بن عبد العزيز في سفر مع سليمان بن عبد الملك فأصابهم السماء برعد وبرق وظلمة وريح شديدة حتى فزعوا لذلك وجعل عمر بن عبد العزيز يضحك فقال له سليمان ما يضحكك يا عمر أما ترى ما نحن فيه فقال له يا أمير المؤمنين هذه آثار رحمته فيها شدائد ما ترى فكيف بآثار سخطه وغضبه ومن كلامه الحسن C قوله الصمت منام العقل والنطق يقظنه ولا يتم هذا إلا بهذا ودخل عليه رجل فكلمه فأعجبه منطقة ثم فتشه فلم يحمد عقله فقال فضل منطق الرجل على عقله خدعه