@ 323 @ ( ^ فلما أتاها نودي يا موسى ( 11 ) إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى ( 12 ) وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى ( 13 ) إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم ) * * * * فنودي : يا موسى . .
قوله تعالى : ( ^ فلما أتاها نودي يا موسى ) قد بينا . .
وقوله : ( ^ إني أنا ربك ) روي أن موسى لما سمع قوله : ( ^ يا موسى ) قال : من الذي يكلمني ؟ قال : ( ^ إني أنا ربك ) . .
فإن قيل : بم عرف كلام الله عز وعلا ؟ قلنا : سمع كلاما لا يشبه كلام المخلوقين ، وروي أنه سمع من جميع جوانبه . .
وقوله : ( ^ فاخلع نعليك ) اختلف القول أنه لم أمره بخلع نعليه ؟ وروي عن علي - رضي الله عنه - أنه قال : كانتا من جلد حمار ميت ، وهذا قول كعب . .
والقول الثاني : أنه أمره بخلع نعليه : ليباشر الوادي بقدميه ، وهذا قول مجاهد ، وقد جرت عادة المسلمين أنهم يخلعون نعالهم إذا بلغوا المسجد الحرام للحج ، ويطوفون حفاة . .
وقوله : ( ^ إنك بالوادي المقدس ) أي : المطهر ، قال الشاعر : .
( وأنت وصول للأقارب مدرة % تراءى من الآفات إني مقدس ) .
أي : مطهر . .
وقيل : معنى المقدس ، أي : المبارك فيه . .
وقوله : ( ^ طوى ) عامة المفسرين أنه اسم الوادي ، وقيل : طوى أي : قدس مرتين . .
قوله تعالى : ( ^ وأنا اخترتك ) أي : اصطفيتك . .
وقوله : ( ^ فاستمع لما يوحى ) أي : لما يوحى إليك . .
قوله تعالى : ( ^ إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني ) أي : لا أحد يستحق العبادة سواي .