@ 66 @ كما قال تعالى : { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى } ، مما يدل على أنه من العام المخصوص . .
وأن هذه الصفات من طبيعة الإنسان إلا ما هذبه الشرع ، كما قال تعالى : { وَأُحْضِرَتِ الأنفُسُ الشُّحَّ } . .
وقوله : { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَائِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } . .
ونص الشيخ في إملائه أن المراد به الكافر . { وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ } . اختلف في مرجع الضمير في : وإنه ، فقيل : راجع للإنسان ، ورجحه الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في دفع إيهام الاضطراب ، مستدلاً بقوله تعالى بعده { وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ } . .
وقيل : راجع إلى رب الإنسان . .
واختار هذا القرطبي وقدمه . .
وجميع المفسرين يذكرون الخلاف ، وقد عرفت الراجح منها ، وعليه ، فعلى أنه راجع لرب الإنسان فلا إشكال في الآية ، وعلى أنه راجع للإنسان ففيه إشكال أورده الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في دفع إيهام الإضطراب وأجاب عليه . .
وهو أنه جاءت نصوص تدل على أنه ينكر ذلك ، وأنه كان يحب أنه يحسن صنعاً ، ونحو ذلك . .
ومن الجواب عليه : أن شهادته بلسان الحال . .
وقد أورد بعض المفسرين شهادتهم بلسان المقال في قوله تعالى : { مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِم بِالْكُفْرِ } ، إلا أن هذه الشهادة بالكفر هي الشرك . واللَّه تعالى أعلم . { وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ } . الخير عام ، كما تقدم في قوله تعالى : { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ } . .
ولكنه هنا خاص بالمال ، فهو من العام الذي أريد به الخاص من قصر العام على