@ 71 @ .
القول الرابع : إلا المودة في القربى ، أي إلا أن تتوددوا إلى قراباتكم وتصلوا أرحامكم ، ذكر ابن جرير هذا القول عن عبد الله بن قاسم ، وعليه أيضاً فلا إشكال . .
لأن صلة الإنسان رحمه ليست أجراً على التبليغ ، فقد علمت الصحيح في تفسير الآية وظهر لك رفع الإشكال على جميع الأقوال . .
وأما القول بأن قوله تعالى : { إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى } منسوخ بقوله تعالى : { قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّن أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ } فهو ضعيف ، والعلم عند الله تعالى . انتهى منه . .
وقد علمت مما ذكرنا فيه أن القول الأول هو الصحيح في معنى الآية . .
مع أن كثيراً من الناس يظنون أن القول الثاني هو معنى الآية ، فيحسبون أن معنى { إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى } إلا أن تودوني في أهل قرابتي . .
وممن ظن ذلك محمد السَجَّاد حيث قال لقاتله يوم الجمل : أذكرك حم يعني سورة الشورى هذه ، ومراده أنه من أهل قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيلزم حفظه فيهم ، لأن الله تعالى قال في حم هذه { إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى } فهو يريد المعنى المذكور ، يظنه هو المراد بالآية ، ولذا قال قاتله في ذلك : إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى } فهو يريد المعنى المذكور ، يظنه هو المراد بالآية ، ولذا قال قاتله في ذلك : % ( يُذَكِّرني حَامِيمَ وَالرُّمْحُ شَاجِر % فَهَل لا تَلاَ حَامِيمَ قَبْلَ التَّقَدُّمِ ) % .
وقد ذكرنا هذا البيت والأبيات التي قبله في أول سورة هود ، وذكرنا أن البخاري ذكر البيت المذكور في سورة المؤمن ، وذكرنا الخلاف في قائل الأبيات الذي قتل محمداً السجاد بن طلحة بن عبيد الله يوم الجمل ، هل هو شريح بن أبي أوفىَ العبسي كما قال البخاري ، أو الأشتر النخعي ، أو عصام بن مقشعر ، أو مدلج بن كعب السعدي ، أو كعب بن مدلج . .
وممن ظن أن معنى الآية هو ما ظنه محمد السجاد المذكور الكميت في قوله في أهل قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم : : % ( وجدنا لكم في آل حاميم آية % تأولها منا تقي ومعرب ) % .
والتحقيق إن شاء الله أن معنى الآية هو القول الأول { إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى }