@ 70 @ بأجر على التبليغ لأنه مبذول لكل أحد ، لأن كل أحد يوده أهل قرابته وينتصرون له من أذى الناس . .
وقد فعل له ذلك أبو طالب ولم يكن أجراً على التبليغ لأنه لم يؤمن . .
وإذا كان لا يسأل أجراً إلا هذا الذي ليس بأجر تحقق أنه لا يسأل أجراً كقول النابغة : وإذا كان لا يسأل أجراً إلا هذا الذي ليس بأجر تحقق أنه لا يسأل أجراً كقول النابغة : % ( ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم % بهن فلول من قراع الكتائب ) % .
ومثل هذا يسميه البلاغيون تأكيد المدح بما يشبه الذم . .
وهذا القول هو الصحيح في الآية ، واختاره ابن جرير ، وعليه فلا إشكال . .
الثاني : أن معنى الآية { إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى } أي لا تؤذوا قرابتي وعترتي واحفظوني فيهم ، ويروى هذا القول عن سعيد بن جبير وعمرو بن شعيب وعلي بن الحسين ، وعليه فلا إشكال أيضاً . .
لأن المودة بين المسلمين واجبة فيما بينهم ، وأحرى قرابة النبي صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ } وفي الحديث ( مثل المؤمنين في تراحمهم وتوادهم كالجسد الواحد إذا اصيب منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) وقال صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) والأحاديث في مثل هذا كثيرة جداً . .
وإذا كان نفس الدين يوجب هذا بين المسلمين ، تبين أنه غير عوض عن التبليغ . .
وقال بعض العلماء : الاستثناء منقطع على كلا القولين ، وعليه فلا إشكال . .
فمعناه على القول الأول { لاَّ أَسْألُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً } لكن أذكركم قرابتي فيكم . .
وعلى الثاني : لكن أذكركم الله في قرابتي فاحفظوني فيهم . .
القول الثالث : وبه قال الحسن إلا المودة في القربى أي إلا أن تتوددوا إلى الله وتتقربوا إليه بالطاعة والعمل الصلح ، وعليه فلا إشكال . .
لأن التقرب إلى الله ليس أجراً على التبليغ .