@ 81 @ الآية جمع أصم ، والعميان جمع أعمى ، والعلم عند اللَّه تعالى . { أُوْلَائِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُواْ } . الظاهر أن المراد بالغرفة في هذه الآية الكريمة جنسها الصادق بغرف كثيرة ؛ كما يدلّ عليه قوله تعالى : { وَهُمْ فِى الْغُرُفَاتِ ءامِنُونَ } ، وقوله تعالى : { لَهُمْ غُرَفٌ مّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الاْنْهَارُ } . .
وقد أوضحناه هذا في أوّل سورة ( الحجّ ) ، وفي غيرها . { وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَاماً } . قد قدَّمنا الآيات الموضحة له في سورة ( يونس ) ، في الكلام على قوله تعالى : { وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ } . { خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً } . قد قدّمنا الآيات الموضحة له في سورة ( الكهف ) ، في الكلام على قوله تعالى : { نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً } . { قُلْ مَا يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّى لَوْلاَ دُعَآؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً } . العرب الذين نزل القرءان بلغتهم ، يقولون : ما عبأت بفلان ، أي : ما باليت به ، ولا اكترثت به ، أي : ما كان له عندي وزن ، ولا قدر يستوجب الإكتراث والمبالاة به ، وأصله من العبء وهو الثقل ، ومنه قول أبي زيد يصف أسدًا : قُلْ مَا يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّى لَوْلاَ دُعَآؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً } . العرب الذين نزل القرءان بلغتهم ، يقولون : ما عبأت بفلان ، أي : ما باليت به ، ولا اكترثت به ، أي : ما كان له عندي وزن ، ولا قدر يستوجب الإكتراث والمبالاة به ، وأصله من العبء وهو الثقل ، ومنه قول أبي زيد يصف أسدًا : % ( كان بنحره وبمنكبيه % عبيرًا بات يعبؤه عروس ) % .
وقوله : يعبؤه ، أي : يجعل بعضه فوق بعض لمبالاته به واكتراثه به . .
وإذا علمت ذلك ، فاعلم أن كلام أهل التفسير في هذه الآية الكريمة يدور على أربعة أقوال . .
واعلم أوّلاً أن العلماء اختلفوا في المصدر في قوله : { لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ } ، هل هو مضاف إلى فاعله ، أو إلى مفعوله ، وعلى أنه مضاف إلى فاعله فالمخاطبون بالآية داعون ،