غير النجاسة وهكذا قوله تعالى ( ( إنما المشركون نجس ) ) لما جاءت الأدلة الصحيحة المقتضية لعدم نجاسة ذوات المشركين كما ورد في أكل ذبائحهم وأطعمتهم والتوضوء في آنياتهم والأكل فيها وإنزالهم المسجد كان دليلا على أن المراد بالنجاسة المذكورة في الآية غير الشرعية بل قد ورد البيان من الشارع لذلك بما لايحتاج إلى زيادة فقال في وفد ثقيف لما أنزلهم المسجد ( ( ليس على الأرض من أنجاس القوم شئ إنما أنجاسهم على أنفسهم ) ) فهذا يدل على أن تلك النجاسة حكمية لاحسية والتعبد إنما هو بالنجاسات الحسية وأما ما ورد فيه مايدل على نجاسته ولكنه قد عورض بما هو أرجح منه فلاشك أنه يتعين العمل بالأرجح فان عورض بما يساويه فالأصل عدم التعبد بما يتضمن ذلك الحكم حتى يرد موردا خالصا عن شوب المعارضة أو راجحا على ما عارضه وبالجملة فالواجب على المنصف أن يقوم مقام المنع ولايتزحزح عن هذا المقام إلابحجةشرعية وقد أوضحت في مصنفاتي كشرح المنتقى وحاشية الشفاء هذه المباحث المتعلقة بالنجاسة بما لايحتاج الناظر في ذلك إلى النظر في غيره فليراجع