وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وهذا الضرب من الجدل مبني على التسليم أي إذا سلمنا ذلك فليس امتناعنا من اتباع الإسلام لأجل انتظار هذه المعجزة فإنكم قد كذبتم الرسل الذين جاءوكم بها وقتلتموهم ولا يخفى أن التسليم يأتي على مذهب الخصم إذ لا شك أن بنى إسرائيل قتلوا أنبياء منهم بعد أن آمنوا بهم مثل زكريا ويحيى وأشعياء وأرمياء فالإيمان بهم أول الأمر يستلزم أنهم جاءوا بالقربان تأكله النار على قولهم وقتلهم أخروا يستلزم أن عدم الثبات على الإيمان بالأنبياء شنشنة قديمة في اليهود وأنهم إنما يتبعون أهوائهم فلا عجب أن يأتي خلفهم بمثل ما أتى به سلفهم .
وقوله ( إن كنتم صادقين ) ظهر في أن ما زعموه من العهد لهم بذلك كذب معاذير باطلة .
وإنما قال ( وبالذي قلتم ) عدل إلى الموصول للاختصار وتسجيلا عليهم في نسبة ذلك لهم ونظيره قوله تعالى ( وقال لأوتين مالا وولدا ) إلى قوله ( ونرثه ما يقول ) أي نرث ماله وولده .
ثم سلى نبيه A بقوله : ( فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك ) والمذكور بعد الفاء دليل الجواب لأنه علته والتقدير : فإن كذبوك فلا عجب أو فلا تحزن سنة قديمة في الأمم مع الرسل مثلك وليس ذلك لنقص فيما جئت به . والبيانات : الدلائل على الصدق والزبر جمع زبور وهو فعول بمعنى مفعول مثل رسول أي مزبور بمعنى مخطوط . وقد قيل : إنه مأخوذ من زبر إذا زجر أو حبس لأن الكتاب يقصد للحكم . وأريد بالزبر كتب الأنبياء والرسل مما يتضمن مواعظ وتذكيرا مثل كتاب داود والإنجيل .
والمراد بالكتاب المنير : إن كان التعريف للجنس فهو كتب الشرائع مثل التوراة والإنجيل وإن كان للعهد فهو التوراة ووصفه بالمنير وجاز بمعنى المبين للحق كقوله ( إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور ) والعطف منظور فيه إلى التوزيع فبعض الرسل جاء بالزبر وبعضهم بالكتاب المنير وكلهم جاء بالبينات .
وقرأ الجمهور ( والزبر ) بعطف الزبر بدون إعادة باء الجر .
وقرأه ابن عامر : وبالزبر " بإعادة باء الجر بعد واو العطف " وكذلك هو مرسوم في المصحف الشامي .
A E وقرأ الجمهور : والكتاب " بدون إعادة باء الجر " وقرأه هشام عن ابن عامر وبالكتاب " بإعادة باء الجر " وهذا انفرد به هشام وقد قيل : إنه كتب كذلك في بعض مصاحف الشام العتيقة وليست في المصحف الإمام . ويوشك أن تكون هذه الرواية لهشام عن ابن عامر شاذة في هذه الآية وأن المصاحف التي كتبت بإثبات الباء في قوله ( وبالكتاب ) كانت مملاة من حفاظ هذه الرواية الشاذة .
( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور [ 185 ] )