وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والضرب في الأرض هو السفر فالضرب مستعمل في السير لأن أصل الضرب هو إيقاع جسم على جسم وقرعه به فالسير ضرب في الأرض بالأرجل فأطلق على السفر للتجارة في قوله تعالى ( وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله ) وعلى مطلق السفر كما هنا وعلى السفر للغزو كما في قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ) وقوله ( وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة ) والظاهر أن المراد هنا السفر في مصالح المسلمين لأن ذلك هو الذي يلومهم عليه الكفار وقيل : أريد بالضرب في الأرض التجارة .
وعليه يكون قرنة مع القتل في الغزو لكونهما كذلك في عقيدة الكفار .
و ( غزى ) جمع غاز . وفعل قليل في جمع فاعل الناقص . وهو مع ذلك فصيح . ونظيره عفى في قوله امرئ القيس : .
" لها قلب عفى الحياض أجون وقوله ( ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم ) علة ل ( قالوا ) باعتبار ما يتضمنه من اعتقاد ذلك مع الإعلان به توجيها للنهي عن التشبيه بهم أي فإنكم إن اعتقدتم اعتقادهم لحقكم أثره كما لحقهم فالإشارة بقوله ( ذلك ) إلى القول الدال على الاعتقاد وعلى هذا الوجه فالتعليل خارج عن التشبيه . وقيل : اللام لام العاقبة أي : لا تكونوا كالذين قالوا فترتب على قولهم أن كان ذلك حسرة في قلوبهم فيكون قوله ( ليجعل ) على هذا الوجه من صلة ( الذين ) ومن جملة الأحوال المشبهة بها فيعلم أن النهي عن التشبيه بهم فيها لما فيها من الضر .
والحسرة : شدة الأسف أي الحزن وكان هذا حسرة عليهم لأنهم توهموا أن مصابهم نشأ عن تضييعهم الحزم وأنهم لو كانوا سلكوا غير ما سلكوه لنجوا فلا يزالون متلهفين على ما فاتهم . والمؤمن يبذل جهده فإذا خاب سل لحكم القدر .
وقوله ( والله بما تعملون بصير ) تحذير لهم من أن يضمروا العود إلى ما نهوا عنه .
( ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما تجمعون [ 157 ] ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون [ 158 ] ) ذكر ترغيبا وترهيبا فجعل الموت في سبيل الله والموت في غير سبيل الله إذا أعقبتهما المغفرة خيرا من الحياة وما يجمعون فيها وجعل الموت والقتل في سبيل الله وسيلة للحشر والحساب فليعلم أحد بماذا يلاقي ربه . والواو للعطف على قوله ( لا تكونوا كالذين كفروا ) وعلى قوله ( والله يحيي ويميت ) .
واللام في قوله : ( ولئن قتلتم ) موطئة للقسم أي مؤذنة بأن قبلها قسما مقدار ورد بعده شرط فلذلك لا تقع إلا مع الشرط . واللام في قوله ( لمغفرة ) هي لام جواب القسم . والجواب هو قوله ( لمغفرة من الله ورحمة خير ) لظهور ان التقدير : لمغفرة ورحمة لكم . وقرأه نافع وحمزة والكسائي وخلف : متم " بكسر الميم " على لغة الحجاز لأنهم جعلوا ماضيه مثل خاف اعتبروه مكسور العين وجعلوا مضارعه من باب قام فقالوا : يموت ولم يقولوا : يمات فهو من تداخل اللغتين . وأما سفلى مضر فقد جاءوا به في الحالين من باب : قام فقرأوه : متم . وبها قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وعاصم وأبو جعفر ويعقوب . وقرأ الجمهور ( مما تجمعون ) بتاء الخطاب وقرأ حفص عن عاصم بياء الغائب على أن الضمير عائد إلى المشركين أبي خير لكم من غنائم المشركين التيس جمعوها وطمعتم أنتم في غناها .
وقدم القتل في الأولى والموت في الثانية اعتبارا بعطف ما يظن أنه عن الحكم فإن كون القتل في سبيل الله سببا للمغفرة أمر قريب ولكن كون الموت في غير السبيل مثل ذلك أمر خفي مستبعد وكذلك تقديم الموت في الثانية لأن القتل في سبيل الله قد يظن أنه بعيد عن أن يعقبه الحشر مع ما فيه من التفنن ومن رد العجز على الصدر وجعل القتل مبدأ الكلام وعوده .
( فبما رحمة من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين [ 159 ] ) A E